عصيد يتحدث عن أسباب العصيان السلفي و”مسيرات كورونا”


كشف الباحث والناشط الحقوقي؛ أحمد عصيد، الأسباب الكامنة وراء خروج مجموعة من المواطنين؛ ليلة أمس السبت 21 مارس الجاري، في مسيرات من أجل ما أسموه “الدعاء والإبتهال الديني والتضرع إلى الله، من أجل رفع البلاء الذي أصاب العباد”، والمتمثل في تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة الألاف من المواطنين عبر العالم.

وقال عصيد، إن “ما حدث في مدن الشمال من عصيان سلفي له وجهان، وجه ديني يتعلق بمعتقد السلف، ووجه اجتماعي لا يمكن إنكاره”، مردفا أن “الوجه الديني فهو ما ترسخ من اعتقاد لدى عموم الفقهاء، بأن الكوارث الطبيعية والأوبئة غضب وانتقام إلهي، ويعتمدون في ذلك على أحاديث وآيات قرآنية؛ تتحدث عن هلاك أقوام سابقة بالزلازل والامراض والمجاعات والجراد وغير ذلك”.

وأوضح المتحدث أن “التيار السلفي المغرق في التقليد؛ لم يتقبل خطاب الدولة، الذي اعتمد تدابير عالمية متعارف عليها بين كل الدول”، مشيرا إلى أن ذلك “يُظهر مقدار غربة هذا التيار الإيديولوجي عن الدولة الحديثة التي لا يعترف بها”، معتبرا أنه “لا يمكن تفسير ما جرى؛ بالنزعة الدينية السلفية فقط”.

وأكد الناشط الحقوقي، أن “هناك أسباب اجتماعية وموضوعية بحتة؛ وراء هذه الإنتفاضة، وهي أن الذي حرض على هذا العصيان السلفي هم ثلاث فئات ليس في صالحها الحجر الصحي وتدابير الوقاية، وهم خطباء المساجد الذين رفضوا إغلاق المساجد، والرقاة الشرعيون الذين هرب منهم الناس؛ بسبب عدم قدرتهم على إدعاء علاجهم للفيروس، والباعة المتجولون الذين ليس لديهم مدخرات من المواد الغذائية، وليس في صالحهم انسحاب الناس من الشوارع”.

وخلص عصيد، إلى أن ما حدث؛ شهد “استعمل الدين غطاء كالعادة لتبرير العصيان”، مشددا على أن “هذا كله؛ أي الجانب الديني والجانب الإجتماعي، يفسر كيف يتمظهر هذا العصيان في شكل انتحار جماعي لا يبالي بالعواقب”، وفق تعبير المتحدث.

محمد دنيا


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments