الوزير الرميد و الوزير أمكراز..تجربة الشيخ و خفة الشباب.


يبدو ان الوزير الشاب وزير الشغل المنتمي إلى العدالة و التنمية بدأ في تلقي الدروس التجريبية الأولى من شيوخه في الحزب بعد ان توالت سقطاته و فضائحه و ظن أن الخطابة و الديماغوجية التي يتقنها في تنظيم الشبيبة التي يترأسها ستفيده، في حين أنها ستجره الى تكرار الأخطاء مما يفيد خصومه داخل الحزب و خارجه .
ففي اول فضيحة (عدم تسجيل العاملين في مكتبه الا بعد ظهور فضيحة شيخه)لم يستفد الوزير الشاب من تجربة الخروج من الفضائح التي يتقنها الوزير الرميد :

– أولا، لحصر فضيحته، التزم السيد الرميد الصمت تاركا مهمة الرد لجنود الجيش الالكتروني للحزب.
– ثانيا، للضغط السياسي، يطلق السيد الرميد بالونات التهديدات بالاستقالة من الحكومة و التي بلغت الآن ثلاثة بالونات طارت كلها في الهواء.

فهل استفاد الوزير الشاب من تجربة شيخه؟

سنورد أولا الأخطاء التي وقع فيها الوزير الشاب لنصل الى الدرس الأول الذي استفاده من شيخه، لكنه كان اختيارا خطأ بعد ان كشف منتقدوه بعضا من “فضائحه”.

فالوزير الشاب السيد أمكراز و نظرا لقلة تجربته و نظرا لحماسه الايديولوجي الذي اكتسبه من موقعه السياسي في حركة شبيبة العدالة و التنمية باعتباره كاتبا عاما لها، و في اول منزلق قانوني و أخلاقي المتمثل في عدم تسجيله للعاملين في مكتب المحاماة الخاص به الا بعد تفجر فضيحة شيخه السيد الرميد، فبدلا من التزام الصمت كما فعل الشيخ الوزير و ترك الرد لجنود الجيش الالكتروني، بدأ الوزير الشاب الرد على منتقديه ممن كشفوا هذا الخرق القانوني بتبريرات واهية (و كان عليه ان يصمت بدلا من تبرير الفضيحة)و كأنه في رده الديماغوجي هذا يتوهم انه أمام منتقديه من شبيبته، مما دفع بمنتقديه الى البحث عن خروقاته الأخرى و التي بدأوا في كشفها تباعا.

و يبدو ان الوزير الشاب بدأ في التعلم من معلمه السيد الرميد، لكن بدلا من البدء في الدرس الأول و هو التزام الصمت كما فعل الوزير الشيخ المجرب، انتقل الشاب الى الدرس الثاني دون أن يجتاز تجربة الدرس الأول حين هدد بالاستقالة من الوزارة و هو تهديد لفظي سار فيه على منوال شيخه، لماذا التهديد بالاستقالة؟

فالحزب، في اعتقاد الوزير الشاب محدود التجربة، لم يقف الى جانبه كما وقف الى جانب الوزير الشيخ، لكن نسي الوزير الشاب ان طيشه و خفته في الرد الخطابي على فضائحه يسيء الى سمعة الحزب المنهارة أصلا في حين أن الوزير الشيخ و بتجربته السياسية التزم الصمت و ترك مهمة الرد لصبيته من الجيش الالكتروني و هو ما لم يفعله الوزير الشاب الذي يتصيد منافسوه من الصف الثاني في الحزب للإيقاع به، و لا يجب استبعاد ايدي القيادة الشابة في الحزب من تسريب هذه الفضائح على أساس الصراع على المناصب الوزارية والقيادية.

و الملاحظ أن سقطات الوزير الشاب أفادت كثيرا الوزير الرميد التي نزلت عليه بردا و سلاما حيث اتجهت الان سهام النقد و الفضح إلى الوزير الشاب الذي غره خطابه الحماسي والديماغوجي. فلو رجع الوزير الشاب الى تراثه الامازيغي (لكن الاتجاه العام لدى الإسلامين المغاربة هو معاداة امازيغيتهم)و الى حكايات القنفذ و الذئب لاتعظ من حكاية ” القنفذ والذئب و الشرك”.

فغرور الذئب في الحكاية يا سيد الوزير الشاب هي من أوقعته في الشرك، و هو الذي سيقضي على مستقبلك السياسي.

ذ. الحسن زهور


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments