حول -الأُخُوّة- المزعومة بين الأمازيغ والعرب


منذ الاستقلال حتى أواخر القرن الماضي، لم يكن المعادون للأمازيغية، وهم الأمازيغ المتحوّلون جنسيا الذين فضّلوا التحوّل من جنسهم الأمازيغي الإفريقي إلى الجنس العربي الأسيوي (دائما بالمعني العربي الأصلي لكلمة “جنس” التي تعني القوم، الأمة، الشعب)، متنكّرين بذلك لأمازيغيتهم ومنتحلين انتماء عربيا مزوّرا، (لم يكونوا) يُخفون عداءهم لأمازيغيتهم بتعِلّات يبرّرون بها موقفهم العدائي منها. بل كانوا صرحاء في عدائهم ورفضهم لها استنادا، ليس إلى تعِلّات، كما قلت، بل إلى “برهان” ساطع كالشمس، وهو التخوّف من إحياء “الظهير البربري” و”لطيفه” المحذّر مما يرتبط بالأمازيغية من عنصرية وتفرقة وفتنة، وجاهلية وخيانة للوطن وولاء للاستعمار…

لكن الأمور تغيّرت اليوم. فالأمازيغية أصبحت معترفا بها منذ إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بظهير أجدير في 17 أكتوبر 2001، وولجت التعليم في 2003، وأُنشئٍت لها قناة تلفزية خاصة، وأضحت واجهات المؤسسات العمومية تحمل كتابات بالأمازيغية، وأخيرا فهي لغة رسمية للدولة بنص الدستور منذ دستور فاتح يوليوز 2011… أمام هذه التطورات والمستجدّات التي عرفها ملف الأمازيغية، بات من الصعب على المناوئين لها، من المتحوّلين جنسيا، أي قوميا وهوياتيا، تبرير موقفهم الرافض لها برفع فزاعة “الظهير البربري”، وخصوصا بعد أن ثبت أن هذا الأخير مجرد أكذوبة، وأنه لم يسبق أن وُجد تاريخيا وحقيقة. لكنهم لم يستسلموا، كما كان منتظرا نتيجة لهذه التطورات والمستجدّات، بل غيّروا أسلحتهم لينتقلوا من الاستعمال المباشر لأسطورة “الظهير البربري” إلى استعمال ملحقاتها، التي قد تبدو في ظاهرها كما لو أن لا شيء يربطها بهذه الأسطورة، المؤسِّسة والمؤصِّلة لعداء جزء من المغاربة لأمازيغيتهم، مع أن تلك الأسطورة هي الدافع لاستعمال هذه الملحقات.

“أُخُوّة” كاذبة ومزعومة:

ومن بين هذه الملحقات ورقة “الأُخُوّة” بين الأمازيغ والعرب، التي أصبح إشهارها شائعا حتى بات أمرا مسلّما به، عندما تثار مسألة الأمازيغية، وكاعتراض ضمني على ما يُفترض أنها تحيل عليه من تفرقة وعنصرية، القولُ إن المغاربة “إخوان” فيما بينهم، يجمعهم وطن واحد، لا فرق بين العرب والأمازيغيين منهم بعد قرون من الاختلاط و”الانصهار”، صنعا منهم “إخوانا” من الصعب التمييز بينهم على أساس الانتماء العرقي، العربي أو الأمازيغي.

ادعاء “الأُخُوّة” هذا بين الأمازيغ والعرب المفترضين بالمغرب، أي الأمازيغ المتحوّلين من جنسهم الأمازيغي والمنتحلين الانتماءَ إلى الجنس العربي، روّجته ورسّخته أسطورة “الظهير البربري” التي كان “نشيدها” المعروف بـ”اللطيف” يردّد ويقول: «اللهم يا لطيف نسألك اللطف في ما جرت به المقادير، لا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر». وقد أصبح عاديا التذكيرُ بهذه “الأُخُوّة” للإقناع بأن المطالب الأمازيغية لا مسوّغ لها، لأن المغاربة، بعربهم وأمازيغهم هم “إخوة”.

في الحقيقة، هذه “الأُخُوّة”، التي غالبا ما تُرفع في وجه الحركة الأمازيغية، هي ما تطالب به هذه الحركة، أي أنها تطالب بـ”أُخُوّة” حقيقية بين الأمازيغ والعرب المفترضين، تتجسّد في مساواة حقيقية بينهما على جميع المستويات، الثقافية واللغوية والهوياتية، وخصوصا السياسية.

لكن عندما نحلّل تعامل العرب المفترضين ـ أقصد الأمازيغ المتحوّلين جنسيا، أي هوياتيا وقوميا ـ بالمغرب مع “إخوانهم” الأمازيغ الأسوياء، أي الذين حافظوا على جنسهم الأمازيغي الأصلي، سنلاحظ بسهولة أن هذا التعامل لا يتضمّن أي شيء من تلك “الأُخُوّة” المزعومة، كما توضّح العناصر التالية:

1 ـ كيف يصحّ اعتبار العرب المفترضين بالمغرب “إخوانا” للأمازيغ، كما يقول “اللطيف” “العربي”، في الوقت الذي تنتشر فيه ثقافة “النسب الشريف” الخاصة بالعرق العربي، والتي تزعم أن هؤلاء “العرب الشرفاء” ينحدرون من نسب مختلف عن نسب الأمازيغ؟ وهذا ما ينفي قطعا أية “أُخُوّة” بينهما، لأن من شروط قيام “الأُخُوّة” بين “أَخَويْن” هو اشتراكهما في نفس النسب. يضاف إلى ذلك أن من يدّعي لنفسه “نسبا شريفا” فهو يعتبر المنتمين إلى أنساب أخرى أقل شرفا ورتبة منه بخصوص أصولهم العرقية. وبهذا فهو يمارس، وبشكل واضح ومباشر، أعلى درجات العرقية والعنصرية المقيتة.

2ـ كيف يصحّ اعتبار هؤلاء العرب المفترضين بالمغرب، الذين هم أصلا أمازيغ لكنهم رفضوا جنسهم الأمازيغي وانتحلوا الانتساب إلى الجنس العربي، ممارسين على أنفسهم التحوّل الجنسي، “إخوانا” للأمازيغ، في الوقت الذي تنكّروا فيه، بتحوّلهم الجنسي هذا، لأمّهم الأمازيغية مدّعين أن أمهم هي العروبة؟ وهو ما ينفي قطعا أية “أُخُوّة” بين الطرفين، لأن من شروط قيام “الأُخُوّة”، بين “أخَويْن” من جهة الأم، هو أن تكون أمهما واحدة.

3 ـ في الحقيقة، بمجرد ما نسلّم بوجود “عرب” وأمازيغ، كما يفعل أصحاب الادعاء “الأخَوِي”، ننفي في نفس الوقت أن يكون الطرفان، العربي والأمازيغي، “أَخَويْن”، لسبب بسيط هو أن الاعتراف بأن هناك “عربا” وأمازيغ يعني الاعتراف بانتماءين مختلفين ينحدران من أصلين مختلفين، الأصل “العربي” والأصل الأمازيغي. أما “الانصهار” المزعوم بينهما فلم يكن له أدنى تأثير ليتحوّل الطرفان إلى “أَخويْن” تنتفي بينهما الحدود العرقية، كما يحصل للعناصر المنصهرة التي تفقد مميزاتها الخاصة بها كعناصر مستقلة بعضها عن بعض، لتكتسب خصائص واحدة مشتركة بينها بفعل عملية “الانصهار”.

4 ـ كيف يصحّ الكلام عن “أُخُوّة” بين “العرب” المفترضين والأمازيغ، في الوقت الذي تعتبر الدولة بالمغرب نفسها دولة “عربية”، مع إقصاء تام لنصيب “الأخ” الأمازيغي في هذه الدولة لتكون دولة أمازيغية عربية مثلا؟

5 ـ إذا كان “العرب” المفترضون والأمازيغ “إخوانا”، فلماذا العمل، منذ 1912، على تعريب هؤلاء الأمازيغيين لجعل انتمائهم مطابقا لانتماء “الأخ” “العربي”، مع أن المفترض أن انتماءهم مشترك وواحد لكونهم “إخوة”؟

“أُخُوّة” كما يريدها “الأخ الأكبر” “العربي”:

في الحقيقة، عندما نتأمل ونفحص مفهوم هذه “الأُخُوّة”، والشكل الذي مورست به عمليا بالمغرب على مستوى تعامل العرب المفترضين، أي الأمازيغ المتحوّلين، مع “إخوانهم” الأمازيغ الحقيقيين، نستخلص أن هذه “الأُخُوّة” تعني، في جانبها “العربي”، “الأخ الأكبر” Big Brother، بمدلوله المعروف في رواية “1984” لكاتبها جورج أورويل George Orwell ، التي ألفها في 1948.

إن التماثل البنيوي بين “الأخ الأكبر” لرواية “1984” و”الأخ العربي” في علاقته بـ”إخوانه” الأمازيغ، كبير ولافت، بل مدهش، كما تبيّن المقارنات التالية:

1 ـ فكما أن “الأخ الأكبر”، في رواية “1984”، هو الذي يقرّر وحده السياسة التي تخدم “مصلحة” “إخوانه” العمال ـ والتي هي في الحقيقة مصلحته هو ـ، الذين عليهم أن لا يناقشوا هذه السياسة لأنها قرار “الأخ الأكبر”، فكذلك “الأخ الأكبر” “العربي”، بالمغرب، هو الذي يقرّر السياسة التي يراها تخدم “مصلحة” “إخوانه” الأمازيغ، والتي هي في الحقيقة مصلحته هو. ولهذا نجد أن كل القرارات السياسة بالمغرب تُتخذ باسم “الأخ الأكبر” “العربي”، أي باسم الانتماء العربي للدولة، مُقصية الانتماء الأمازيغي، ومكذّبة بذلك ادعاء “الأُخُوّة” بين “العرب” والأمازيغ، كما روّج ذلك، منذ 1930، “الأخُ الأكبر” “العربي” في “لطيفه” المشهور بمناسبة الظهير الكاذب المختَلق.

2 ـ “الأخ الأكبر”، في رواية “1984”، أنشأ “وزارة للحقيقة”، مهمتها إعادة كتابة التاريخ بالشكل الذي يريده ويرغب فيه “الأخ الأكبر”، ويبرّر وضعه المهيمن على بقية “الإخوان”، بحيث يصبح هذا التاريخ هو الحقيقة، كل الحقيقة، لا شيء غير الحقيقة.

نفس الشيء يفعله بالمغرب “الأخ الأكبر” “العربي” تجاه “أخيه” الأمازيغي. فهو الذي يكتب التاريخ، لا كما وقع وجرى، بل كما يريد ويرغب، وبالشكل الذي يبرّر وضعه المهيمن في علاقته بما يعتبره “إخوانه” الأمازيغ. وهذا “التاريخ” الذي اختاره ودوّنه وفرضه “الأخ الأكبر” “العربي”، هو الحقيقة التاريخية الوحيدة التي على “إخوانه” الأمازيغ أن يتعلّموها ويعرفوها ويقتنعوا بها.

ومن الأمثلة عن هذه “الحقائق التاريخية” “لوزارة الحقيقة” التي أنشأها “الأخ الأكبر” “العربي”: «الأصل اليمني العربي للأمازيغ»؛ «أول دولة في تاريخ المغرب هي الدولة العربية التي أنشأها إدريس الأول العربي الشريف»؛ «عمّر دولة المغرب 13 قرنا لا أكثر»؛ «”الظهير البربري” أصدرته فرنسا لتفرّق بين “الأخ الأكبر” “العربي” و”إخوانه” الأمازيغ، لكن “الأخ الأكبر” “العربي” حارب هذا الظهيرَ وأفشل مؤامرة فرنسا وأنقذ العروبة والإسلام و”أخاه” الأمازيغي»؛ «”الأخ الأكبر” “العربي” هو الذي كان، بفضل كفاحه وجهاده، وراء حصول المغرب على الاستقلال»؛ «سياسة التعريب التي قرّرها “الأخ الأكبر” “العربي” هي التي أخرجت “الإخوان” الأمازيغ من التخلف والجهل والوثنية»… إلخ.

3 ـ في رواية “1984”، كل من يشكّك في الحقائق التي فرضها “الأخ الأكبر”، أو يحاول نشر حقائق مضادة تكشف زيف ادعاءات “وزارة الحقيقة” التي أنشأها هذا “الأخ الأكبر” لتزوير الحقيقة وقلبها، يُتهم بالخيانة العظمى من طرف هذا الأخير كما حصل لـ”إيمانويل كولدشتاين” Emmanuel Goldstein، الذي أصبح يُنظر إليه، في رواية “1984”، كخائن ومتآمر على الشعب لأنه تجرّأ على مواجهة “الأخ الأكبر” وفضح أكاذيبه وادعاءاته.

نفس الشيء فعله ويفعله “الأخ الأكبر” “العربي” بالمغرب تجاه كل الذين يحاولون تصحيح الحقائق التاريخية المغلوطة، التي فرضها وروّجها هذا “الأخ الأكبر” “العربي”، “ويدعون إلى إعادة كتابة التاريخ مع إبراز حقيقة الهوية الأمازيغية للمغرب، ورد الاعتبار للثقافة واللغة الأمازيغيتين. فمثل هؤلاء يتهمهم “الأخ الأكبر” بـ”الانفصال”، ونشر الفتنة، والدعوة إلى التفرقة، وإذكاء النعرات العرقية والعنصرية، وتنفيذ مخططات أجنبية استعمارية وصهيوينة، وإحياء “الظهير البربري” الذي واجهه ووضع حدا له هذا “الأخ الأكبر” “العربي”.

4 ـ “الأخ الأكبر”، في رواية “1984”، فرض على “إخوانه” من العمال لغة جديدة، بديلة للغة الأصلية، المعروفة والمتداولة بين السكان، والتي يُنتظر أن تختفي آخر كلمة من قاموسها في حدود 2050، بعد أن تصبح اللغة الجديدة هي اللغة الوحيدة القانونية، المفروضة والمقبولة في التداول والاستعمال.

نفس الشيء فعله بالمغرب “الأخ الأكبر” “العربي” عندما فرض، كلغة للتدريس، العربيةَ كبديل عن اللغتيْن المتداولتين في الحياة والمجتمع، وهما الأمازيغية والدارجة، مراهنا، كما فعل “الأخ الأكبر” في رواية “1984”، على اختفاء وانقراض لغة “الإخوان” الأمازيغ بعد مدة لن تكون طويلة.

الغاية من فرض “الأخ الأكبر”، في رواية “1984”، للغة جديدة، مع ما يؤدي إليه ذلك من اختفاء للغة الأصلية، هو قطع كل صلة “للإخوان” العمال مع ماضيهم وتاريخهم الحقيقي، وثقافتهم وهويتهم التي تختزنها وتعبّر عنها وتذكّر بها لغتُهم.

كذلك الغاية من فرض اللغة العربية بالمغرب، مع ما يؤدي إليه ذلك من إقصاء للغة الأمازيغية، هو قطع الصلة بالماضي والتاريخ الأمازيغييْن، وبالثقافة والهوية الأمازيغيتيْن، وهي المقومات الهوياتية التي تعتبر اللغة امتدادا لها، يتوقف استمرارها ووجودها على استمرار ووجود هذه اللغة الأمازيغية.

هذا هو المضمون الحقيقي، السياسي والثقافي والهوياتي واللغوي، “للأُخُوّة” التي تربط “العرب” المفترضين، أي الأمازيغ المتحوّلين، بالأمازيغ الحقيقيين في المغرب، “أُخُوّة” يلعب فيها الطرف “العربي” دور “الأخ الأكبر”، بمعناه في رواية “1984”.

“الأُخُوّة” الحقيقية التي نريد:

إن “الأخوّة” الحقيقية التي نريدها أن تسود بالمغرب بين “العرب” المفترضين، أي الأمازيغ المتحوّلين، والأمازيغ الحقيقيين، ليست هذه التي يهيمن فيها العنصر “العربي” كـ”أخ أكبر”، بمدلوله الذي رأيناه، ولا “الأُخُوّة” التي تُرجع “العرب” والأمازيغ إلى أصلين مختلفين، عربي وأمازيغي، وهو ما ينفي عن هذه “الأُخوّة” المزعومة أي مضمون “أَخَوِي” حقيقي كما سبقت الإشارة، وإنما “الأخوّة” التي ندافع عنها ونطالب بها، والتي يجب أن تسود وتنتشر ثقافتها، هي تلك التي يعي ويعترف فيها هذا “الأخ” “العربي” أنه هو و”أخوه” الأمازيغي شقيقان فعلا، لأنهما خرجا من رحِم واحد، وأن أمّا واحدة هي التي أنجبتهما. هذه الأم الواحدة هي الأرض الأمازيغية، أي أرض شمال إفريقيا، التي ينتمي إليها جميع المغاربة، وهو ما يجعل منهم “إخوانا” حقيقيين لأنهم من أم واحدة، هي الأرض الأمازيغية لشمال إفريقيا، كما قلت.

وعي المغاربة، الذين يعتبرون أنفسهم “إِخوانا” “عربا” للأمازيغ، بهذه “الأُخُوّة” الحقيقية، التي حمل بها لمدّة تُقدّر بعشرات الآلاف من السنين رحِمُ أرضهم الأمازيغية، هو ما سيخلّصهم من الاستلاب والوعي الهوياتي الزائف، الذي جعل منهم “برابرة” (بالمعنى الإغريقي الأصلي لكلمة “بربري”. انظر: “عندما يتحوّل الأمازيغ إلى برابرة يعادون أمازيغيتهم” هنا) مغتربين عن ذواتهم، كارهين لها، عاقّين لأمهم التي أنجبتهم وأطعمتهم، ليُعلنوا في النهاية أنها ليست أمّهم الحقيقية، باحثين لأنفسهم عن أمّ تتبنّاهم وتعترف بهم. فبالعودة إلى أحضان أمّهم الحقيقية، أي أمّهم الأمازيغية، لا يصبحون إخوانا حقيقيين للأمازيغ الحقيقيين وحسب، بل سيكفّون أن يكونوا “برابرة”، أي أجانب عن ذواتهم وأرضهم، وسيقطعون بذلك مع فاحشة الشذوذ الجنسي، دائما بمعنى القومي والهوياتي، التي كانوا يفخرون علانية بممارستها، ليعودوا مغاربة أسوياء، أي مطابقين لحقيقتهم الأمازيغية، ككل الأمازيغ الأسوياء، أي غير المتحوّلين ولا “البرابرة”، وهو ما سيسترجعون معه كرامتهم الهوياتية التي فقدوها يوم أنكروا انتماءهم الأمازيغي الحقيقي، وراحوا يستجدون انتماءات “بربرية” أجنبية، متنازلين عن عزتهم وكرامتهم، ككل مستجدٍ شحّاذ. وبعودتهم إلى حقيقتهم الأمازيغية، سيتحرّرون من العبودية الهوياتية ويصيرون أحرارا مُعتقين، لأن الحقيقة تحرِّر، كما قال المسيح. وهي القولة التي لن أتعب ولن أملّ من تكرارها، مادام أنها تنطبق على حالة الخائفين من استعادة استقلالهم وحريتهم، لأنهم ألِفوا التبعية مثل الموالي التابعين لأسيادهم.


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments