عصيد: بنكيران قلق على حزبه في الانتخابات ولذلك هاجم حزب الأحرار


يرى الباحث والكاتب الأمازيغي، أحمد عصيد، أن الخرجة الأخيرة لرئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، تؤكد أن هاجسه الرئيسي هو الخوف على ريادة حزب “المصباح” الانتخابية.

وأوضح عصيد قائلاً: “بنكيران بدا واضحا من تركيزه على شخص أخنوش أنه يرمي إلى معاكسة الحملة التي يقوم بها هذا الأخير والتي ربما أعطت لبنكيران مؤشرات على إمكان ترأسه للحكومة المقبلة، ولهذا استبق نتائج الانتخابات ليدعو ليس إلى التصويت على حزبه العدالة التنمية بل فقط إلى عدم التصويت على حزب أخنوش، الذي يرى فيه القوة الأولى المنافسة لحزبه”.

وأضاف : “لهذا ركز على مجموعة من العناصر التي اعتمدها في الإقناع مثل أن شخص أخنوش شخص غني يوزع الأموال وأنه لا يصلح لرئاسة الحكومة لأنه ليس شخصية سياسية حزبية، والغريب أنه تحدث بإعجاب عن كريم العمراني الذي ترأس عدة حكومات سابقا وكان أيضا شخصية تكنوقراطية وغنية، وكعادته استعمل بنكيران المغالطة والتدليس والإخفاء وهي مهارات بلاغية تعوّد على العمل بها في خطابه السياسي، فركز على رقم 17 مليار كما لو أنها أرباح لأخنوش وحده بينما هي أرباح قانونية (وإن كانت غير أخلاقية) حققتها جميع شركات المحروقات بفضل تحرير الأسعار الذي قرره بنكيران نفسه بوصفه رئيس حكومة”.

وزاد عصيد موضحا: “لم ينس بنكيران كذلك استعمال آلية التخويف بحديثه عن “مؤامرة” وعن “شيء يتم تحضيره”، وهي طريقة لجعل الناس يشكون في الدولة وفي عملية الاقتراع نفسها، ويضمن بذلك الكتلة الناخبة لحزبه والتي أصبح يشعر بأنها لم تعد مضمونه كالسابق، والغريب أنه ركز على تصريحات أخنوش التي اعتبرها كارثية ونسي بأن تصريحاته أيام كان رئيس حكومة كانت أكثر كارثية لدرجة أنها قضت على حياته السياسية وألقت به في هامش النسيان”.

ومن الغرائب في تصريح بنكيران، يضيف عصيد، في ذات التصريح قائلاَ: “قيامه باقتراح بدائل سياسية في تدبير الميزانية ليعاكس تصريحات أخنوش بينما قام هو نفسه بعكسها تماما عندما كان في موقع المسؤولية، وهو منطق حلال علينا حرام عليكم”.

كما ذكر عصيد أن بنكيران بدا بلهجته وحديثه نوع من الشعور بالغبن من تواجده في موقع الهامش الذي يتقاضى فيه تقاعدا ريعيا غير مستحق، فحاول أن يعكس الصورة بالحديث عن “خروج مشرف” من الحكومة، بينما يعلم الجميع أن خروجه كان بطريقة مهينة جدا. على حد تعبيره.

وختم عصيد بالقول: :”طبعا لم ينس بنكيران أن ينتقم بلسانه السليط من الفنانين الذين بدا عليهم الميل لمساندة حزب الحمامة، فنعتهم كعادته بنعوت قدحية، ولم ينس في نفس الوقت أن يقوم كعاته بإرسال رسائل الولاء والإخلاص إلى السلطة العليا للتغطية على “زلات اللسان” المقصودة التي يرتكبها بالجملة”.

عمر المزين – كود


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments