بوكوس: اللغة الأمازيغية في “دائرة الانقراض” بسبب التماطل في تفعيل الدستور


رغم دسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية منذ سنة 2011، والتدابير التي اتخذتها الدولة من أجل النهوض بها، ما زال مسؤولو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يرون أنها لم تخرج بعد، بشكل كامل، من دائرة الانقراض، الذي يتهدد عددا كبيرا من اللغات الأم عبر العالم، ويطالبون بمزيد من التدابير لحمايتها.

هذا التخوّف عبّر عنه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، خلال تظاهرة ثقافية نظمها المعهد، مساء أمس الثلاثاء، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، الذي بلغ هذه السنة دورته الثالثة والعشرين، حيث نوّه بالجهود المبذولة للنهوض بالأمازيغية، غير أنه طالب بتسريع الإجراءات المتعلقة بتفعيل مقتضيات الدستور على أرض الواقع.

وقال بوكوس: “نعرف جميعا التدابير التي اتخذتها بلادنا والسياسات التي نفذتها في مجال النهوض بالأمازيغية، ولكنّ المأمول هو أن نعمل جميعا، مؤسسات ودولة ومجتمعا مدنيا، وأن نضع يدا في يد، لكي تتبوّأ الأمازيغية المكانة اللائقة بها وفقاً لمقتضيات الدستور، والقوانين التنظيمية”.

وذكّر عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، خلال التظاهرة التي حضرها سفراء معتمدون في المغرب، ومدير مكتب اليونسكو بالرباط الخاص بالمغرب الكبير، بالخطوات التي قطعها مسار النهوض بالأمازيغية في المغرب، لافتا إلى أن وضعية الأمازيغية، لغة وثقافة، عرفت تحسنا مهما، بفضل مقتضيات دستور 2011 والقوانين التنظيمية.

وأشار بوكوس، خلال التظاهرة المنظمة تحت شعار “إسهام الأمازيغية في التعليم متعدد الثقافات”، إلى أن تخليد اليوم العالمي للغة الأم، يؤكد الأثر الإيجابي لتنوع اللغات وثقافات العالم في تعبئة الجميع، أطفالا ونساء ورجالا، من أجل أن تصير أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة “حقيقة ملموسة”.

ونوّه إلى أن “تدريس اللغة الأم يعتبر عنصرا أساسيا في توطيد العلائق بين الشعوب، والتعريف بالتنوع الثقافي لمختلف شعوب العالم”، مشيرا إلى أن اللغة الأم تعاني من مجموعة من الإشكالات، حيث إن عددا منها مهدد بالانقراض كما تؤكد ذلك منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، مبرزا أن “اللغة الأم تلعب دورا أساسيا في تشكيل وجدان الطفل، وتساهم في تلقين مجموعة من المعارف والقيم”.

من جهته، أكد مدير مكتب اليونسكو بالرباط الخاص بالمغرب الكبير “الالتزام المستمر للمنظمة لتعزيز التنوع اللغوي في العالم، الذي نعتبره عنصرا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة”، منوها بانخراط المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في تخليد اليوم العالمي للغة الأم كل سنة.

محمد الراجي


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments