ردا على الإخوان “الإسلاميين “أصحاب المواقف المعادية للأمازيغ


منذ نعومة أظافرنا دائما ما نرى بأن هاته الفئة في المجتمع هي من تعارض الأمازيغ ثقافيا ،حضاريا ،لغويا  في جميع المناحي المرتبطة بالوجود الموضوعي للبنية “الثقافة،اللغة ،نمط التفكير…”،تاريخيا لم تعارض  المسيح  ولا  اليهود في مستويات  الثقافة ،الحضارة … بل تكتفي المعارضة في شقها العقائدي لوحده  ، بل أكثر من دلك فهي  دائما ما تقف سدا مانعا أمام الأمازيغ لدرجة أنهم يتعاملون معهم بمقاربة الحديد والنار “حدث اغتيال معتوب لوناس نموذجا ” فهل هذا التصدي هو نتاج لشرعية اجتماعية علمية ومشروعية سياسية محضة ؟أم أن هاته المقاربة ما هي إلا تتويج لصراع تاريخي مرتبط بما يقوموا به هؤلاء في حق من يسعى لأن يؤسس لفكر يجابه الأصولية ،فا في نهاية المطاف الفكر التنويري يقتضي احترام الرأي والرأي الأخر مقابل الفكر الأصولي يجابه الآخر ويقف ضده ويجابهه بمنطق الوصم والسيف.

  فمن أي فرضية ينطلق هؤلاء لقولهم بأن “أزول “والأمازيغ وعلمهم عموما  هو الطعن في الإسلام ،لماذا لا  تنعت الشعوب الأخرى بنفس الوصم الذي يتم نعت الأمازيغ به ؟  على أي حال هذه النعوتات لا يمكن أن تخرج عن نطاق فرضيتين أساسيتين :

الأولى :أن مشروع التعريب أسبق وأولى من  الإسلام لأن الاستدلال في وصفهم لما يرددونه لم  يكن لا من السنة ولا من القرآن خير مثال على ذلك  قوله تعالى “لو شاء الله لا جعلكم أمة واحدة “والدليل الثاني “وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” ما يفيد بأن هؤلاء ووصفهم للأمازيغ بالتطبيع ما هو إلا افتراء وكذب مما يبرهن على أن ما أتوا به ليس نشر الإسلام بقدر ما أنهم يؤسسون لمشروعهم “العروبة ” ومن أي منطلق تم التأسيس للحركات التوسعية ،ألم يتم التأسيس لها من طرف الأنظمة التي أنتم أطلقتم عليهم بالكفار “النظام الموسولوني،النظام النازي..” وتأثرت به البعثات الطلابية العربية التي درست في فرنسا  وبعد عودتها للبنان و مصر أو بالأحرى للدول العربية حاولت أن تؤسس لها تحت غطاء “القومية العربية الاشتراكية العلمانية الموحدة ” فإلى أي حد أنتم ستؤمنون بأن من كان يتهم دول  “الغرب” هو من يتبعهم في السراء والضراء بل أكثر من ذلك إن ما  أنتم تسمونه  بالكفار أصبحتم تقلدونهم في جميع مناحي الحياة …

الفرضية الثانية: فحواها أن ما يسعى له هؤلاء الإسلاميين   اليوم هو التأسيس للفكر الأصولي سياسيا أي ما يفيد أن  مغزا الوصم الذي يقومون به هو الترويج للمستوى السياسي بغطاء إيديولوجي من أجل كسب قاعدة جماهيرية هدفها الأسمى هو السيطرة السياسية بمعنى أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام ولا يمكن أن يكونوا كذلك، بل إن ما يسعون له هو الوصول لأهداف ذاتية تتنافى مع المنظومة الإسلامية …

على أي حال فهاتين الفرضيتين تجيب على أنه  لا يمكن للإسلاميين أن ينتجوا خطابا بمعزل عن التصور القومي الأصولي  ما يبرر لنا أن وصمهم للأمازيغ ما هو إلا محاولة مجابهتهم إيديولوجيا  وفقط بدون مبرر ديني سواء من القرآن أو من السنة ،فإن كانوا يقولون بأن جل الأمازيغ يتعاملون مع أجندات خارجية فلماذا لم تكن لديهم الجرأة  لكي يبينوا للناس ما يقولونه …

نحن الأمازيغ لسنا بحاجة لأن نبرهن لأبناء الشعب بأن ما يقولونه ما هو إلا مجرد كذب وافتراء فالأصل في الإنسان هي البراءة وحتى في المسطرة المدنية  فالبينة على المدعى لا على المدعى عليه ،لذا نحن الأمازيغ لن نطالب الجبناء بإثبات ما يقولون فعدم قدرتهم على تثبيت ذلك بأدلة قطعية دليل قاطع على أن ما يرددونه ما هو إلا مجرد كاذب وافتراء …

 بالإضافة لذلك عليهم أن يعلموا أن ما يقولونه اليوم تحية الإسلام لم تكن أبدا نتيجة وجود الإسلام بل هي وفقط تحية تبرهن لنفسها على  سياق تاريخي في قريش ساد فيه القتل والاقتتال  وسفك الدماء معناه أن السلم والسلام لم يكون أبدا في تلك الثقافة القريشية، لأن أغلبهم مجرد عصابات قطاع الطرق ،ومع مرور الوقت أصبح القتال وسفك الدماء عندهم عادة بالإضافة للقول بأنهم شعب يصلون وهم سكراء ويقتلون البنات، القوي يقتل الضعيف حتى  وصلوا لمرحلة يقال فيه السلام بعدها يتم طعن الإنسان غدرا ما أسس لغياب الثقة بين هؤلاء الناس فيما بينهم مما أدى بالبعض لمحاولة رد تلك الثقة المفقودة من طرف من كان ينتمي لذلك المجال …

 ف تحية الإسلام على حد الإخوان اليوم لم تكون تحية الإسلام أبدا بل أكثر من ذلك بعض الممارسات التي كان يقوم بها أهل قريش في تلك الفترة بعد مجئ الرسول “ص” تكيفت مع الدين الإسلامي ما يفيد بأن تحية الإسلام ما هي إلا نتيجة للثقة المفقودة التي أسست لها ثقافة عربية لم تؤمن بالسلم والسلام

بالإضافة لذلك ف قبائل قريش في تحقيب تاريخي بعدما أن رفضتهم جل القبائل المجاورة نتيجة لتعاملهم مع بعضهم من سفك واقتتال وضعوا أمام مصراعي أنهم منبوذين اجتماعيا في قبائل أخرى بل أكثر من ذلك فأي قبيلة لن تقبل بمن ينتمي لتلك الأصول  لذلك حاولوا  التأسيس وبناء الثقة من جديد بما يقال اليوم “تحية الإسلام” حاولوا بعد ذلك بناء مجتمع ستنسج من خلاله علاقات اجتماعية كاعتراف بأنهم سوف يتخلون عن الماضي الأسود الذي أنتجوه لكي يكونوا مقبولين اجتماعيا  بعدها سيؤسسون لمستوى سياسي سينتجون بعدها ثقافة قريش بمفاهيم النسب ال شريف ومحاولة خلق أتباع لهم …

دون أن ننسى أن نذكر بأن الإسلام لم يأتي لتلك الرقعة الجغرافية لاعتبار أن أبناء قريش هم قوم صالح أو المثالي بل إنهم هم القوم المنبوذ الذي لا يمكن أن يتعايش معه  من كان يؤمن بالإنسانية واحترام الآخر.شاركها

بقلم عبدو إفغر


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments