مداخل للمساهمة في حل قضية الصحراء من وجهة نظر أمازيغية
كيف يمكن لنا أن نساهم في النقاش حول قضية الصحراء؟ الجواب عبر المداخل التالية:
- مدخل علمي واكاديمي بحثي محض، من خلال فتح اوراش وبنيات البحث حول تاريخ الصحراء عبر قضايا اللغة واللسانيات، دراسة اللغة الصنهاجية/ تازناگت واللغة التارگية/ تامشيقت، باعتبارهما لغات أمازيغية لشعوب الصحراء، وكذلك ضرورة انجاز ابحاث ودراسات جامعية حول قضايا انثروبولوجية تهم كل ما يتعلق بعلم الإنسان، الثقافة والحضارة، الدين، وكذلك قضايا علم النقوش الصخرية وعلم الصباغات القديمة، ثم علوم الطوبونوميا، وهي كلها أوراش علمية تستوجب تكثيف البحث والتنقيب للتعرف اكثر على التاريخ الامازيغي للصحراء، المجال والانسان عبر التاريخ لفهم بنيات التحول والتراكم؛
- مدخل دبلوماسي يتجلى في ارغام الدولة المغربية على استحضار المكون الامازيغي/ الامتداد الصنهاجي في جميع مراحل التفاوض حول قضية الصحراء، وادراجه في جميع الملفات والوثائق المتعلقة بالقضية داخل اروقة الأمم المتحدة واجهزتها والاتحاد الافريقي واجهزته وغيرها من المنظمات الدولية ووزارات الخارجية لدول العالم التي تعنى بهكذا قضايا. فالأمر يتعلق بالوحدة الترابية فلابد من تحديد هوية التراب/ الصحراء قبل الحديث عن هوية الإنسان. فالدولة المغربية يجب أن لا تصحح الخطأ بالخطأ، ويقتنع العالم أن الصحراء فعلا ليست عربية وهي جزء لا يتجزأ من وطن موحد.
مدخل ثقافي يتجلى في تعزيز التواصل الثقافي بين المكون الحساني والمكون الصنهاجي، عن طريق العناية بكل أشكال التثاقف الحضاري الحاصل بين الثقافتين، الأمازيغية والحسانية، من خلال التركيز على المشترك بينهما، عبر تعميق الدراسات حول المعجم وأشكال التعبير والثقافة والتراث والروابط الاجتماعية وامتدادات القرابة. ولن يتأتى ذلك إلا بتنمية قنوات الحوار البيني وتشجيع النقاش وتقبل الاختلاف، فمثلا يتم تنظيم مهرجان كبير في مدينة العيون يسمى أزوان وهو كلمة أمازيغية تعني الموسيقى وتستعمل بنفس المعنى في الحسانية، ونفس الشيء يتم تنظيم مهرجان كبير في مدينة بوجدور يسمى أكبار وهي كلمة أمازيغية تعني القافلة، الخ…. لأن عدد الكلمات الأمازيغية في الحسانية فعددها لا يعد ولا يحصى، ولذلك فلابد من استغلال هذا المشترك وتثمينه.
هذه بنات افكار ومداخل أولية للمساهمة في النقاش حول قضية الصحراء من مرجعية أمازيغية.
مناضل أمازيغي وإعلامي وكاتب وباحث في التاريخ