نداء إلى المغاربة بشأن أسماء الأزقة والشوارع والساحات
ما حدث بتمارة من إطلاق أسماء دعاة التطرف الوهابي والإخواني على الأزقة والساحات، عن طريق التدليس والغدر باستعمال ذريعة “صحابة الرسول”، لا يتعلق بتمارة وحدها، بل حدث في العديد من المدن المغربية، وعلى المواطنين أن ينتبهوا إلى أسماء أزقتهم وأن يفحصوها ويبحثوا في هوية الأشخاص الذين أطلقت أسماؤهم على فضاءاتهم العامة، وخاصة في المدن التي يتولى فيها حزب “العدالة التنمية” الإخواني رئاسة المجالس المنتخبة، ولديه فيها أغلبية مطلقة، تسمح له باتخاذ القرار منفردا.
للجمعيات المدنية دور أساسي في هذا الموضوع، حيث عليها القيام بمسح لجميع الأسماء ورصد دلالاتها وهويات أصحابها، وفي حالة ما إذا تم ضبط أسماء إرهابيين في لوحات التشوير فعلى المواطنين إبلاغ عامل الإقليم وتقديم اللوائح المطعون فيها حتى يتم اقتلاعها وسحبها من الفضاء العام.
نقترح في خضم مناقشة هذا الموضوع بعض المعايير التي ينبغي مراعاتها في تسمية الأزقة والشوارع والساحات وهي :
ـ أن تكون الأولوية للرموز الوطنية والجهوية والمحلية، من الرجال والنساء الذين ندروا حياتهم لخدمة وطنهم أو منطقتهم، وعلى رأسهم المقاومون والفدائيون ثم المربون والعلماء والمبدعون في الأدب والفن والفقهاء والرياضيون ورجال ونساء الأعمال والأعيان المحسنون.
ـ أن يتم اختيار الأسماء الأجنبية من الشخصيات التي ساهمت في نهضة بلدنا وعملت في فترة ما على الوقوف بجانب قضايا الشعب المغربي ومصالحه.
ـ أن يتم اختيار الشخصيات العالمية الأخرى من الرموز التي تلقى احتراما عظيما في مختلف الأوساط، لما قدمته لأوطانها أو للبشرية من عطاءات في الفكر والأدب أو الفن أو الاختراعات المفيدة أو الاكتشافات والثورات العلمية المجيدة.
ـ على العمالات ومصالح وزارة الداخلية أن تفحص جميع الأسماء التي تتبناها المجالس وأن تقوم بالتحقيق فيها وعدم السماح بنشر الأسماء المخالفة لالتزامات بلدنا واختياراته الدستورية.
ـ على المجالس البلدية والقروية كتابة أسماء الأماكن باللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وباللغة الأجنبية حسب الحاجة.
ـ توضيح لا بد منه:
قامت مصالح وزارة الداخلية باقتلاع مجموعة من اليافطات وإزالتها من الجدران بتمارة، غير أنها لا تمثل إلا نسبة ضئيلة مما تم وضعه من طرف المجلس، حيث استهدفت مبادرة العمالة الأسماء الوهابية التي تم نشرها ونشر صورها في الصحافة، بينما ظلت الكثير من الأسماء الخليجية الأخرى معلقة إلى الآن كما رصدت ذلك جمعيات المدينة، رغم أنها من نفس العينة، أي أنها تمثل دعاة التطرف الوهابي السعودي والإخواني أمثال “خلف حمدان العنزي” و”حسين آل شامر” وكثيرين. ومن تم فعلى السلطات العمل على إزالة جميع تلك اليافطات المتبقية وتطهير الفضاء العام منها.
أحمد عصيد كاتب وشاعر وباحث في الثقافة الامازيغية وحقوقي مناضل من اجل القضايا الأمازيغية والقضايا الإنسانية عامة