الأستاذ والباحث الأمازيغي ابراهيم عيناني يرحل إلى دار البقاء
غادر الأستاذ والباحث إبراهيم عيناني ، المفكر والمناضل في حقل اللغة والثقافة الامازيغيتين والمدرس السابق للغة الإنجليزية بإقليم تنغير، صباح يوم السبت 13 يونيو 2020، إلى دار البقاء، بعد صراعٍ طويل مع المرض.
والأستاذ عناني، ابن “ايت عبدون” ببومالن دادس، إقليم تينغير، شارك في العشرات من المحطات النضالية المدافعة عن حقوق الشعب الأمازيغي، كتب مقالات ومواضيع كثيرة تلامس هموم الإنسان الأمازيغي وما تعرض ويتعرض له.
كما شارك وأطر الراحل العشرات من الندوات الفكرية والأنشطة الثقافية على مدى سنوات دفاعا عن القضية الأمازيغية.
لا يتوانى الراحل عناني في الدفاع عن الهوية الأمازيغية، من خلال الكتابة والتدوين؛ والمشاركة في العديد من المحطات النضالية للحركة الأمازيغية بالمغرب.
كتب ودافع الراحل، عن المعتقلين على خلفية أحداث 2007 ببومالن دادس، ودون تفاصيل ما جرى. كما كتب كثيرا عن الإنسان الأمازيغي بمنطقة “اسامّر” وما يتعرض له من تهميش وإقصاء والحرمان من ثرواته.
العضو السابق في لجنة متابعة ملف الشهيد عمر خالق “ازم”، بقيّ وفيا لقناعته الأمازيغية ومستميتا في الدفاع عنها إلى أن أصابه المرض وأرغمه على الرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وبهذه المناسبة، نتقدم إلى الأسرة الكبيرة والصغيرة للمرحوم، ابراهيم عناني، بأحر التعازي وأصدق المواساة.
وهذه شهادة الاستاذ محمد بودهان في حق الراحل:
“لقد عرفته منذ 1998 عندما كان مواظبا على الكتابة في “تاويزا”. كتابة متميّزة بمقاربته التّفكيكية لثلاثي الأمازيغية والمخزن والدين، موظّفا اطلاعه الموسوعي على مختلف التيارات الفلسفية في تحليل وفهم ماضي وحاضر الأمازيغيين، مع التركيز على وضعهم “الكافكاوي”، كما يصفه، والذي جعل إنتاجاتهم الكتابية تندرج ضمن أدب المقهورين والأقليات، لكن ليس بمفهوم الأقلية العددية وإنما بمفهوم أقلية الإنتاج باللغة الأمازيغية، مما جعل العلاقة، كما يشرح ذلك الأستاذ عيناني، عكسية بين الأغلبية العددية ولغة الكتابة حيث تتحوّل فيها هذه الأغلبية العددية إلى أقلية فقط لأنها تكتب بلغة الغير كما كان يفعل “كافكا”.
لقد كان لوحده مدرسة فلسفية أمازيغية خالصة، ترك لنا أدوات معرفية ومنهجية جديدة تساعدنا على فهم واقعنا، وتمكّننا من تغييره والانتقال به إلى الأفضل أمازيغيا.