الحسن زهور: كفى من الاستغلال الإيديولوجي لفاجعة عدنان بطنجة
من الخبث الأخلاقي أن يستغل البعض المآسي الاجتماعية والإنسانية لتمرير فكرهم وإيديولوجيتهم، مستغلين عواطف الناس لتأجيجها ضد خصم ليس له سلاح إلا سلاح القلم و الفكر، والهدف من ذلك هو تقويض الفكر التنويري في البلد كجدار يحول دون هيمنة الفكر الانغلاقي الآتي من الشرق.
فاجعة طنجة -وليست هي الأولى- هي فرصة لينخرط المصلحون بالمغرب بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية لفتح نقاش فكري وعلمي وتربوي وطبي وديني تنويري… حول هذه الظاهرة المرضية (البيدوفيليا) التي تنتشر هنا وهناك في مجتمعنا وفي سائر المجتمعات البشرية، فتح نقاش شجاع لفهم هذه الظاهرة المرضية وإيجاد بعض الحلول لتقويم سلوك هؤلاء المرضى (وما أكثرهم) ومعالجتهم قبل أن تقع المآسي ولتصحيح هذه السلوكات المرضية بإشراك الأسر والمدرسة والمسجد بإسلامه المغربي والإعلام، والمجتمع المدني في التوعية والتصحيح للحد من خطورتها على مجتمعنا المغربي.
وبدلا من سلوك طريق الإصلاح هذا، انحرف البعض ممن يعيشون على المآسي عن وعي لاستغلال فاجعة طنجة فكريا وإيديولوجيا في بعض مواقعهم الإلكترونية لتصفية خلافهم الفكري والإيديولوجي مع متنور مغربي نادى فقط بأعمال العقل بدلا من الانسياق وراء تأجيج العواطف، يرومون وراء ذلك تصفية حسابهم مع الفكر التنويري بالمغرب لأنه يقف سدا أمام مشروعهم الإيديولوجي والسياسي في المغرب، وهذا الانحراف جر معه الكثير ممن انساق وراء العواطف (هول الفاجعة) أو استغل الفاجعة للربح المادي ( جلب كثرة المشاهدات) أو لتصفية حسابات شخصية أو فكرية (بعض المثقفين)…
ولكي نعرف بعضا من أهداف هذه الحملة الأيديولوجية، يكفي أن نتساءل لماذا هذا المدد الخارجي الآتي من بعض إخوان غزة وبعض إخوان تركيا ركوبا على الفاجعة لتأجيج المشاعر والعواطف؟ من تركيا أطل علينا الصحفي معتز مطر في برنامجه بقناة الشرق الإخوانية التي تبث من تركيا بإصدار الحكم الشرعي على مرتكب الجريمة البشعة بطنجة تحت حكم “محاربة الله والفساد في الأرض”، ومن غزة طفل فلسطيني، في فيديو احترافي متداول في الواتساب، يصرخ على عادة خطباء المهرجانات السياسية يطلب تطبيق شرع الله “فالقصاص مطلب كل عربي ومسلم…”، بالنسبة لهذا الطفل نقول لمن يقف وراءه “أصلحوا أولا شؤونكم، ووجهوا صراخكم لإخوانكم في الخليج الذين تعبوا من صراعاتكم وخطاباتكم..”.
فاجعة طنجة مناسبة لفتح النقاش العقلاني والفكري والعلمي بين المختصين: مفكرون، علماء الاجتماع، علماء النفس، أطباء، مربون، فقهاء متنورون، هيئات المجتمع المدني… لمناقشة مرض البيدوفيليا في بلدنا، هذا المرض القديم…
باحث وناقد و روائي أمازيغي ومن أكبر المساهمين في دينامية الكتابة الأدبية الأمازيغية. أصدر أول عمل أدبي سنة 1994 بعنوان «موزيا»، وهو مجموعة من الحكايات المشهورة في منطقته بالجنوب الشرقي. وأصدر بعدها أربعة مجاميع قصصية ورواية، كما ترجم قصة «المعطف» للكاتب الروسي نيكولاي غوغول إلى الأمازيغية.