في ذكرى اغتياله.. لهذا حارب معطوب لوناس الأصولية
في الـ25 من شهر يونيو من كل سنة يقوم العديد من النشطاء الأمازيغ في المغرب الكبير بتغيير صور بروفايلاتهم الشخصية وتعويضها بوجه “أيقونة النضال والفن الأمازيغي”، معطوب الوناس، كما يعيد آخرون نشر مجموعة من مقاطع الفيديو التي يظهر فيها “فنان الغضب الأمازيغي” وهو يعبر عن مناهضته للمتطرفين، الذين أقدموا على اغتياله في مثل هذا اليوم سنة 1998.
“في سنوات المأساة الوطنية كان الوناس مناهضا للجماعات المسلحة، وقاد تعبئة الشباب ضد الإرهاب”، يقول الباحث السوسيولوجي مصطفى راجعي في تصريحات سابقة لـ”أصوات مغاربية”. إليكم أبرز ما قاله معطوب الوناس في المتطرفين والحرية والأمازيغية:
“أنا علماني متمرد”
في واحد من أشهر حوارات معطوب الوناس المتلفزة مع قناة فرنسية سنة 1995، والذي خصص لتقديم كتابه المعنون بـ”المتمرد”، يقدم “الأيقونة” نفسه كـ”علماني متمرد”.
وأوضح في سياق دفاعه عن “خيار العلمانية في الجزائر”، بأن “العلمانية لا تعني الإلحاد.. إنها فصل الدين عن الدولة”، واستطرد “أعتقد أنه حان الوقت في الجزائر لإبعاد الدين عن الشأن السياسي”.
وحين سألته المحاورة إذا كان يعتبر نفسه “خارجا عن القانون” رد قائلا: “أنا لست بخارج عن القانون. ربما أكون متمردا، لأنني كنت دائما أحتج، لقد ناضلت ضد النظام القائم، الذي قام بكل شيء من أجل طمس الهوية الأمازيغية”.
آخر معقل ضد الأصولية
بالنسبة لهذا الشاعر والفنان فإن نضالات الحركة الأمازيغية هي التي “حصنت” منطقة القبائل في الجزائر ضد المتشددين والفكر المتطرف.
في هذا الصدد، شدد الوناس في العديد من حواراته على أن “المنطقة الوحيدة التي استعصت على المتطرفين في الجزائر هي منطقة القبائل، وذلك بفضل نضالات الحركة الثقافية الأمازيغية.. القبائل هي آخر معقل مناهض للأصولية في الجزائر”.
واتهم في غير ما مرة السلطة في الجزائر بـ”تشجيع بروز الإسلاميين وصعودهم، وذلك من أجل مواجهة تقدم الحركة الثقافية الأمازيغية، التي كانت دائما مبادرة لكل النضالات الديمقراطية في الجزائر”.
ولفت في هذا الإطار إلى أن النضال من داخل الحركة الأمازيغية “لا يعني أنك ضد المعربين.. هذا غير صحيح، نحن نريد العيش في انسجام في الجزائر بكل اختلافاتنا”.
“حربي مع الأصولية والسلطة المركزية”
في إحدى مقابلاته، التي تلت عملية اختطافه من طرف “الجماعة الإسلامية المسلحة” لمدة 15 يوما، تحدى الوناس كل المتشددين بالقول: “مكاني في الجزائر، ومكاني ما زال هو الجزائر، والدليل على ذلك هو أن أبناء وطني هم الذين أنقذوني من مخالب الموت، لذلك لا يمكنني الاستسلام”، وأردف: ” أنا أتحارب مع السلطة المركزية ومع الأصولية”.
وفي وصفه لخاطفيه من المتشددين قال إنهم “شباب صغير في السن فقد طعم الأمل”، مؤكدا على أنه ” إذا كان الموت هو ثمن الدفاع عن أفكاري فمرحبا”.
وأضاف “لا أعرف إن كنت شجاعا أو خجولا، ما أعرفه ومتيقن منه هو إيماني بهويتي الأمازيغية، وبأن شعبي سيستمر في السير على نهج الحرية”.
المصدر: أصوات مغاربية