“جماعة أكادير” التي يسيرها حزب العدالة والتنمية، تصرعلى “تعريب” و”شرقنة” أزقة المدينة بتغييب تيفيناغ
اتهم عدد من النشطاء الأمازيغيين، المجلس الجماعي لمدينة أكادير، بممارسة العنصرية، بعد تنصيب لواحات توجيهية لا تتضمن اللغة الأمازيغية وحرفها تيفيناغ في تعد صارخ للدستور الذي يقر برسمية الأمازيغية وتزامنا مع المصادقة بالإجماع على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
واعتبر النشطاء الأمازيغ، أن سياسة إقصاء الأمازيغية من طرف “جماعة أكادير” التي يسيرها حزب العدالة والتنمية، تروم إلى “تعريب” و”شرقنة” أزقة المدينة وتشويه هويتها الأمازيغية الأصلية، بعد “فلسطنة” عدد من الأزقة والشوارع في وقت سابق، وما خلف ذلك من غضب واحتجاج لنشطاء وفعاليات أمازيغية.
وقال الفنّان الأمازيغي، رشيد أسلال:”أظن أن الأمور قد زاغت عن الصراع السياسي و التشبث بشرقنة المدينة، وأصبح ألاعيب صبيانية متهورة قد تقود المدينة نحو تمزيق لن يجتمع الشتات الصادر عنه يوما”. متسائلا في تدوينة على حسابه الشخصي :”كيف تمت المصادقة على علامات التشوير بالمدينة بذلك الشكل الذي يقصي تيفيناغ منها؟” و”بالتالي إقصاء هوية المدينة ككل و مباشرة بعد كل الخطوات الشبه إيجابية التي خطتها الدولة في ترسيم الأمازيغية، و في عز انشغال المدينة بأحداث فنية كبيرة من مهرجانات تحشد جماهير غفيرة”.
واستطرد أسلال قائلا:”هو إذن استفزاز أم تمرير قرار في الزحام؟ هذا يسمى “التبرهيش السياسي” و استهزاء علني بخصوصيات المدينة لا يمكن السكوت عنه… و يجب فضح تلك الأيادي الخفية التي تتلاعب بهوية أكادير”. على حد تعبيره.
بدوره، قال السيناريست والشاعر الأمازيغي، عبد الله المنّاني:”حين استغربنا ورفضنا الزيارات المتكررة والمستفزة للمقرئ أبو زيد في محاضراته لدى شباب الإخوان العدليين بأكادير وبنسركاو والدشيرة وتزنيت حول موضوع “المدرسة المغربية”، وبأنها حملة مغرضة ضد الأمازيغية، تمت مواجهتنا بأننا تسرعنا في الحكم، وبأن المقرئ وهو يتحدث إلى حضوره المتمثل من شباب وأعضاء مكاتب ومستشاري ورؤساء الجماعات بأكادير وباقي المناطق ، ينصح ويدافع عن اللغتين العربية والأمازيغية باعتبارهما لغتان رسميتان وبأنه يحذر كل الحذر من الهيمنة الاستعمارية للغة الفرنسية، وقال ذات تصريح “هاذوك للي علا بالرا ـ يقصد الذين أغلقت أبواب ندواته في وجوههم ـ مشاو غالطين، أنا هنا باش ندافع على العربية والأمازيغية معا”.
وأضاف المنّاني في تدوينة دبجها على حسابه الخاص بعنوان “الخطاب ونقضيه” (أضاف):”اليوم نفس الجماعة بنفس التركيبة التي استقبلت المقرئ وخطابه وتدافع عنه بكل استماتة، تنقض هذا الخطاب وخطاب الشعب ومعهما خطاب الدستور، فاللوحات التعريفية التي ابتدعتها جماعة أكادير، نتفق شكلا وفنيا أنها جميلة وأكادير تستحق مثلها وأكثر، ولكن الإقصاء المتعمد مرة أخرى للغة الأمازيغية هو مهزلة المهازل كونه يظهر أن حركة دعوية وحزب سياسي قدر لهما أن تعيشا في صراع دونكيشوتي دائم مع لغة وهوية وإنسان حمتهم الأقدار والطبيعة والبشر معا لقرون”.
من جهته، قال النائب الأول لرئيس جماعة أكادير، محمد باكيري، إنه “تابع باستغراب شديد بعض الردود المحتجة على عملية تنصيب 40 لوحة تشويرية بسبب عدم تضمينها حرف تيفيناغ”. مشيرا في توضيح دبجه على صفته الخاصة، أن “تلك الردود حاولت تحميل إجراء تشويري محدود عدديا ومجاليا، يهم بالأساس تجديد الموجود من اللوحات المتواجدة بالمنطقة الشاطئية ومحيطها في إطار الاستعداد للموسم الصيفي، ما لا يحتمل و توجيه تهمة ثقيلة ضد المجلس، تهمة قتل الأمازيغية بالمدينة وإقصائها عن سبق إصرار و ترصد”.
وأكد باكيري أن هذا “الاتهام مردود لاعتبارات واضحة و متعددة” منها، أن “الأمازيغية محمية دستوريا و هي جزء من هويتنا المنصهرة و المتعددة الروافد و تحضى بإجماع وطني و بالتالي هي ملك لكل المغاربة كلهم مهتمون بالتمكين لها ولا أحد يمكنه إقصاؤها وتهميشها فبالأحرى ” قتلها”. وأن “جل أعضاء المجلس الجماعي لأكادير هم أمازيغ معتزون بأمازيغيتهم يتشرفون بخدمة مدينتهم و الاهتمام بأحد مكونات هويتها عمليا فلا مجال إذن لسلبهم شرف هذا العمل”. يورد المتحدث
وعبّر باكيري وهو المشرف على هذا القطاع الجماعي، عن أسفه :”لهذا التفاعل الغير الموضوعي الذي يتعامل به بعض أصحاب هذه الردود مع أداء الجماعة، كما وقع سابقا، رغم أن هناك مجهود ا معتبرا و إجراءات مهمة اتخذها المجلس الجماعي في إطار الاهتمام بالأمازيغية”، مشيرا في معرض توضيحاته إلى “تسمية مرافق و دعم مهم للأنشطة الثقافية و الفنية الامازيغية، إمضاء و تجديد شراكات مع مؤسسات وازنة تهتم بالمحافظة على الذاكرة و التراث و الثقافة الأمازيغية و تسمية الشوارع و الأزقة إذ النسبة الغالبة من التسميات هي تسميات أمازيغية ..”.
وأكد النائب الأول لرئيس الجماعة أن “جماعة أكادير ستشرع قريبا في تنصيب حوالي 300 لوحة توجيهية تتضمن كذلك حرف تيفيناغ و هو عدد مهم سيغطي معظم المجال الترابي للمدينة كما سيتم كذلك برمجة صفقات أخرى مستقبلا لإتمام عملية التشوير بالإضافة إلى مبادرات مستقبلية تشتغل عليها الجماعة سيعلن عنها في وقتها”. مشيرا إلى أن “الصفقة في مرحلة طبع الأسماء”.
وشدّد باكيري على أن دعم تنزيل الأمازيغية و حرف تيفيناغ في واقعنا بمختلف واجهاته يتطلب بـ”الأساس المبادرة و الاقتراح و التعاون و التشارك وهو ما تم التأكيد عليه مرارا بأن أيادي الجماعة مفتوحة لكل الاقتراحات و المبادرات وهي مناسبة للتنويه بكل المبادرات المدنية و المؤسساتية التي بادرت للتعاون في هذا الباب”.
وختم محمد باكيري توضيحه بالتأكيد على أن “الأمازيغية مكون أساس في هويتنا ولا يمكن التنكر له، فالجاحد هو الذي يتنكر لهويته. كلنا في خدمة الأمازيغية و تعزيز حضورها بمنهج تشاركي وتعاون مسؤول”. وفق قوله.