الأمازيغية تضايق السلفيين
كتبت جريدة الصباح ليوم الثلاثاء 14 يناير 2020 مقالا بعنوان ” الكتاني يحرم رأس السنة الأمازيغية ” و أوردت أقوالا نسبتها للشيخ تعتبر السنة الأمازيغية ” خرافة و عيدا جاهليا الهدف منه تقسيم شعوب المسلمين”
لنتأمل ثلاث كلمات جاءت على لسان حسن الكتاني الشيخ، و أعني خرافة و جاهلية و تقسيم الشعوب.
إن قول الشيخ بأن الأمازيغ باحتفالهم برأس سنتهم يستهدفون تقسيم الشعوب يدل على جهل و ينبع من خرافة و يرمي إلى تضليل الشعوب.
ألم تكن الشعوب مقسمة منذ أن خُلقت؟ أليست المشيئة الإلهية هي من جعلت الناس شعوبا و قبائلا؟
هنا ينكشف أمر الشيخ و أسلافه و أتباعه.
إذا كان هدف الدين هو عبادة الله، فلماذا يجب علي أن أكون غيري حتى تُقبل عبادتي؟
أليس الإختلاف سمة الكون كله و لا يقتصر على البشر وحده؟
أليس عدم الإقرار بمشيئة الخالق خروج عن طاعته؟
لماذا يحرصون على جعل كل الشعوب على نمط واحد و على شاكلتهم دون غيرهم؟
لنتساءل مرة أخرى مع الشيخ و من يسير في فلكه
ألم يأت الإسلام ليتم مكارم الأخلاق؟
أحيل الشيخ و من معه على كتاب ” العبر و ديوان المبتدإ و الخبر” للعالم ابن خلدون لمحاربة جهلهم و تنوير غيرهم و معرفة الأمازيغ و الإطلاع على قيمهم و أخلافهم و إدراك رسائل ثقافتهم.
بينما مصطلح الجاهلية، فنجده في القرآن في أماكن مختلفة كما سأبين أسفله
غير الحق ظن الجاهلية : معناه إساءة الظن بالله كما فعل الشيخ في قوله عندما أراد أن يخالف مشيئة الخالق.
حكم الجاهلية : معناه التمييز بين الناس كما ميز الشيخ بين العرب و غيرهم من الشعوب، و أنزل الأوائل منزلة عليا و الآخرين في السفلى.
تبرج الجاهلية : و التبرج في اللغة يعني التزين، و نقول تبرجت الأرض بالأزهار و تبرجت السماء بالنجوم، و على هؤلاء أن يتبرجوا بالعلم و المعرفة، فإن قذارة جهلهم قد لوثت المجتمعات.
حمية الجاهلية : معناها عصبية الجاهلية مثلما تصرف الشيخ فانتصر لثقافة دون غيرها و وصف الأمازيغية بالخرافة.
إنها الخديعة و المكر و بلغة الشيخ نفاق.
أما الخرافة فهي كما يعلم الجميع، مجرد اعتقاد مبني على تخيل تتناقله الأجيال، ميزته أنه لا يتأسس على علم أو معرفة. أحيل الشيخ في هذه النقطة بالذات على شهادات المؤرخ الأول هيرودوت، و كتابات ابن خلدون و أعمال كابرييل كامبس و غيرهم.
وفي الختام يقول ابن رشد ” الجهل يؤدي إلى الخوف، و الخوف يؤدي إلى الحقد و الحقد ينتج العنف”
إنه المنطق.
فالعنف الذي يتعرض له الأمازيغ من غيرهم، و في بعض الأحيان من طرف بني جلدتهم الذين تعرضوا للاستلاب، سببه الواحد الأوحد : الجهل.
الرذيلة و الجهل من أمراض الروح.
الغازي لكبير