أوموش :انخراط الامازيغ في الاحزاب السياسية أداة براغماتية وواقعية لتسريع النهوض بالامازيغية
كيف تنظرون اليوم إلى واقع الحركة الأمازيغية؟
واقع الحركة الأمازيغية لا ينفصل عن واقع الحركات الاحتجاجية في البلاد، حيث عرفت نوعا من الكمون بعد أحداث الريف، زد على ذلك أن الحركة الأمازيغية دخلت في فترة “الانتظارية” خصوصا بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 2011 وما تلاها من ردود أفعال محدودة التأثير بعد إصدار القوانين التنظيمية الكفيلة بأجرأة وتفعيل طابع الترسيم.
هل يمكن الحديث عن استنفاذ الحركة الأمازيغية لأدواتها التقليدية (الثقافي.. الجمعوي) وأن الوقت حان للتموقع السياسي؟
مطالب الحركة الأمازيغية مطالب سياسية وبياناتها سياسية أيضا ( ميثاق أكادير، البيان الأمازيغي…)، وتنتظم داخل إطارات جمعوية محلية وجهوية ووطنية، لكن بعد “الاعتراف الرسمي” بالأمازيغية أو ما يسميه البعض ب”زمن أمازيغية الدولة”، ظهرت القناعة عند جزء مهم من الحركة الأمازيغية بضرورة ولوج المجال السياسي من بابه الحزبي، وهذا ما حصل بالفعل مع التجارب السياسية السابقة التي عملت على خلق إطارات حزبية تعنى بالدفاع عن الأمازيغية، لكنها بقيت ذات أثر محدود، وهذا راجع من جهة إلى عدم القدرة على إقناع واستمالة نشطاء الحركة، ومن جهة أخرى إلى مختلف أشكال المقاومة التي تعرضت لها هذه التجارب من طرف المجتمع السياسي. وبالتالي فلا يمكن الحديث عما سميتموه “استنفاذ الحركة الأمازيغية لأدواتها التقليدية”، على اعتبار أن الفعل الثقافي والجمعوي والفني له دور أساسي في تصريف الفعل النضالي، وذلك بالموازاة مع الانخراط السياسي الحزبي الذي يعتبر أداة براغماتية وواقعية للأجرأة والتنزيل.
ما هي قراءتكم لتحول بعض النشطاء من تأسيس حزب أمازيغي إلى “الانخراط الجماعي” في الأحزاب القائمة؟
الواقعية السياسية هي التي تجيب عن هذا السؤال، على اعتبار أن المبادرات السالفة الذكر لم يتسن لها تحقيق التطلعات للأسباب التي ذكرناها سابقا، فضلا عن كون إنشاء حزب سياسي يستجيب للانتظارات ليس بالأمر الهين أبدا، وبالتالي فالواقعية التي تحدثنا عنها تقتضي هذا الاختيار، وهو اختيار لا يمكن بالضرورة أن يكون محط إجماع عند الحركة الأمازيغية، نظرا لتباين التصورات من حيث كيفية تصريف الفعل النضالي الأمازيغي.
حاوره/منتصر إثري