“لمعروف” في الثقافة الأمازيغية بالمغرب
” لمعروف” (1) ، ويسمى قديما بالأمازيغية “أسماس” أورده البيدق في كتابه ” أخبار المهدي بن تومرت”(2)، وأورد الباحث الحسين أوسكان في كتابه “الدولة والمجتمع في العصر الموحدي” االكثير من المواقف التي اعتمد فيها الموحدون على “أسماس” في إقامة تحالفاتهم القبلية والسياسية لقيام امبراطوريتهم (3).
ف “لمعروف” أو “أسماس”، الذي ما يزال يمارسه المغاربة الى اليوم يشكل شكلا عريقا من أشكال الثقافة الأمازيغية، ويرتبط بالمعتقدات القديمة، فحافظ عليه الامازيغ كممارسة اجتماعية وسياسية وروحية ترتبط بحياتهم الاجتماعية والثقافية والوجودية. هذه المعتقدات القديمة تشكل أساس الكثير من الممارسات والطقوس الأمازيغية التي تقام الى الآن كممارسة فردية وجماعية تعبر عن هوية و ثقافة الأمازيغ في المغرب. بعض هذه الطقوس تخلت عن جذورها الدينية القديمة أو الاسطورية وتحولت الى عادات تتعايش مع الاسلام وأصبحت جزءا من الممارسات الدينية الاسلامية بالمغرب، كطقس “لمعروف” الذي يتخذ أشكالا متعددة مرتبطة بالحياة الجماعية والاجتماعية والاعتقادية، يصنفها الاعتقاد الثقافي والروحي ضمن الممارسات التي تقوم بها الجماعة وتدخل ضمن هويتها وتميزها الثقافي؛ لذلك قام بعض المثقفين المغاربة سابقا -وما يزال البعض منهم- باسم الفكر العقلاني بمحاربة هذا الطقس أي “لمعروف، بهدف -كما يقولون- “تنوير” المجتمع أو لغايات أخرى، لكن الخطأ الذي ارتكبوه بسبب حماسهم العقلاني أو الايديولوجي الزائد هو أنهم لم يعوا أن التنوير العقلاني ينطلق من قراءة التراث اولا ومحاولة تنويره بإزالة مخلفات الخرافة منه وتقوية جانبه الايجابي والهوياتي الذي يوحد الجماعة أي المجتمع بهويته الثقافية بدلا من تدمير هذا الشكل التراثي الثقافي، لأن تدمير التراث الثقافي هو تدمير للهوية الثقافية للشعب سواء وعى به من يحاربون هذا التراث باسم العقلانية والتنوير أو باسم السلفية الدينية التي تسعى الى تجريد المغاربة من هويتهم الثقافية التي تميزهم عن باقي الشعوب.
صحيح ان عادة أو طقس” لمعروف” يرتبط في جانب منه بالفكر الديني الاعتقادي (الديني هنا بمفهومه العام) الذي هو-أي الطقس- بقايا من المعتقدات الامازيغية القديمة التي حافظ عليها الامازيغ وألبسوها لبوسا اسلاميا فنجت بذلك من الاندثار وبقيت معبرة عن تميزهم الثقافي؛ فغالبا ما يقام “لمعروف” قرب ضريح “شيخ”(4) أي الولي أو الولية، أو في مكان له اعتباره ورمزيته الاعتقادية والروحية لدى الناس، أو في الاماكن العامة التي تقام فيها الاحتفالات ك”أحواش” ويسمى هذا المكان العام ب “أسايس”، فتذبح فيها الأضاحي التي تقام بها “لمعاريف”.. تقوم به الجماعة (صغيرة أو كبيرة) وتوزع فيها الأشغال (وغالبا تقوم النساء بإعداد الطعام..)، مما يدخل ضمن الممارسات الاعتقادية والدينية … هذا الطقس له جذور اعتقادية قديمة، كيفه الأمازيغ مع الاسلام وأصبح من الطقوس العادية مثله مثل الطقوس والعادات المرتبطة بالمعتقدات القديمة لدى الامازيغ والتي حافظوا عليها وأدخلوها ضمن شعائرهم الروحية والاجتماعية الاسلامية، وهو ما أشار اليه الباحث محمد المدلاوي في مقال له بعنوان “تنقيبات لسانية دياكرونية في الدارجة المغربية”(5) أن ” اعتناق الاسلام في شمال افريقيا مثل بالفعل منعطفا على مستوى الشعائر والعبادات، لكنه لم يمثل تغييرا جوهريا في على مستوى عقيدة التوحيد بمختلف تصوراتها وأوجهها لما قبل الاسلام سوى بالنسبة للخاصة”.
ف”لمعروف” من جانبه الثقافي والهوياتي له عمقه الثقافي والوجداني لدى الامازيغ كشكل يوحد ويرسخ هوية الجماعة وتضامنها..، جانبه الايجابي هذا يدخله ضمن بعض الممارسات والطقوس الاحتفالية الامازيغية التي تقوي الانتماء الجماعي والهوياتي، إضافة الى ترسيخ الارتباط بالأرض وبالطبيعية من خلال بعض الممارسات التي تحفظ للأرض وللطبيعة مكانتها، ويدخل ضمنها “لمعروف ن تركمين” بمنطقة فم الحصن مثلا والذي يحتفي بمنتوج الارض “تيركمين” في نهاية فصل الخريف، و”لمعروف ن وامان” الذي يقام لاستخراج الماء، ثم بعد استخراجه، مما يكرس لدى الانسان الأمازيغي أهمية الماء وقدسيته… وغيره من “لمعاريف” الأخرى المنتشرة لدى المغاربة، وبذلك تمثل ثقافة “لمعروف” وجها اعتقاديا وهوياتيا من أوجه الثقافة المغربية التي تدخل ضمن الممارسات والاحتفالات الاجتماعية، وتتشارك هذا الجانب مع الثقافات الأخرى خصوصا تلك التي تقدس عناصر الحياة.
فمن صميم الثقافة الأمازيغية انها ثقافة منفتحة على ثقافات البحر المتوسط، وتتثاقف معها، لكنها في نفس الوقت تحتفظ بعمقها وبروحها وبخصائصها التي تنفرد بها وتميزها عن غيرها، فهي تأخذ من الثقافات الأخرى الوافدة وتكيفها مع خصوصيتها وهذا ما ضمن لها البقاء إلى اليوم كثقافة حية متميزة مرتبطة بأرض شمال افريقيا منذ غابر الازمان، وما زالت تمارس في شكل احتفالات شعبية أو جماعية مثل: كرنفالات بيلماون، احتفالات وطقوس تاغنجا، لالا تاغلا، احتفالات “ئيض ن يناير(السنة الامازيغية) المواسم، طقوس الزواج، طقوس الاجتياز، طقوس طرد الكائنات الطبيعية الشريرة ( أصروض ن ووشن..)…، كما تظهر هذه الخصوصية الثقافية الامازيغية في نمط التفكير العقلاني السائد في شمال غرب افريقيا(6)… لأنها ثقافة متجذرة في لاوعي سكان شمال افريقيا، وموغلة في التاريخ، تحترم عناصر الحياة وتقدسها. وما زال الامازيغي ( وكل المغاربة أمازيغ ثقافة) يحياها من خلال بعض الممارسات الاجتماعية التي كيفها الامازيغ مع الاسلام فغلفوها بغلالة الدين لتصبح ضمن طقوسهم الروحية والاجتماعية..، هذا التكييف يظهر في الكثير من العادات والطقوس التي يعيشها المغربي في حياته الاجتماعية اليوم والتي تدخل ضمن العادات الدينية الاسلامية للمغاربة، فطقس أو عادة “لمعروف” التي تقام لذكرى الاباء الاموات كل سنة عند الكثير(وهو طقس أمازيغي قديم مخصص لتقديس الأجداد) ما زال يقام في المنازل فأضحى عادة اسلامية، فأطلقوا على هذا “لمعروف” اسم “سّلوكت”، أي “السلكة” وهي وليمة يستدعى اليها الفقهاء لتلاوة القرءان جماعة، كما يحضرها الأقربون، وتختتم الوليمة بالدعاء للأب وللأجداد الموتى.
وفي الجانب الاجتماعي تدخل عادة أو طقس “لمعروف” في مجال اجتماعي خاص (الجماعة : الاسرة، الفخد، القرية، القبيلة..)أو عام ( المنطقة، تحالف القبائل…) لتجديد تشارك الملح بين أفراد الجماعة (القبيلة) أو بين الجماعات (القبائل) في مكان يدخل ضمن المقدس أو “أگدال” أي المكان المحرم، وهو في ناحية أخرى تجديد لروح “تيويزي”(7) الجماعية في تهيئ الطعام وتشاركه مما يضمن تلاحم الجماعة، وتثبيث السلم الاجتماعي، ويرتقي “لمعروف” أحيانا الى تجديد التحالف بين القبائل فيما يسمى ب “تاضا”(8) حيث يتم فيه تجديد تقاسم الملح الذي يجدد هذه التحالفات؛ و “أدراو ن تيسنت” أي “تقاسم الملح” في الثقافة الامازيغية يدخل ضمن المقدسات التي لا يمكن الاخلال بها، والاخلال بقدسية ” تقاسم الملح” يعني السقوط وانتهاك المحرم فتحل اللعنة على مرتكب هذا المحرم، لذلك نجد في سوس بالمغرب بعض الادعية المنتشرة “ومن الادعية في سوس على الخائن أو من نرغب في القصاص منه: أد گيس تحكم تيسنت”(9) أي نترك للملح المشترك أن ينزل لعنته على الخائن.
إضافة الى هذا الأبعاد الاعتقادية والاجتماعي… ل”لمعروف”، فهو مناسبة للتطهير النفسي والروحي الفردي والجماعي لدى أفراد الجماعة المشاركة في انجازه او تناول طعامه ( “لمعاريف” الاولياء، أو لمعاريف الاحياء، إذ أن كل حي من الأحياء في القبيلة أو في المدن العتيقة يقوم ب لمعروف” وغالبا ما تنظمه نساء الحي)؛ وفي نفس الوقت يقوم “لمعروف” بوظيفة تقديس الطبيعة لاستدرار عطفها طلبا للمطر مثلا، مثل طقس “تالغنجا”(10) أو “لالا تاغلا” حيث ينتهي الطقس بإقامة “لمعروف”، ومثل “لمعروف” الذي يقام قرب منبع عيون الماء مثل “لمعروف” الذي كان يقام ب”إگلفان” قرب منبع الساقية في فم الحصن.
تنوع غايات عادات وطقوس “لمعروف”، هو ما يفسر لنا تنوع أشكال “لمعاريف”، منها “لمعاريف” المشتركة بين الجماعة الواحدة، يشارك فيها كل أفراد الجماعة، نساء ورجالا وابناء، وتلك الخاصة بالرجال، والخاصة بالنساء ويمكن أن يتواجد فيها بعض الصبية، والخاصة بجماعة مغلقة من النساء اللواتي يقمن ب “لمعروف” خاص بهن (11). وهناك “لمعاريف” العامة تقوم بها الجماعة ويشارك فيها ابناء الجماعات أي القبائل الأخرى .
كما تختلف الاماكن التي يقام فيها “لمعروف”، منها أماكن مقدسة لدى الجماعة كأضرحة الاولياء والمشايخ: (الذكور أو الإناث) “لمعروف ن ئگرامن د تگرامين”، وهي كثيرة، كما يقام في المساجد “لمعروف ن تمزگيدا”، أو في “الزوايا” الدينية، أو في “المدارس العنيقة” اي العلمية الدينية، أو في الساحات العامة “أسايس” في القرى أو المدن العتيقة وتقام فيها “لمعاريف” التي تحتفي بالأرض وبما تنتجه: “لمعروف ن تركمين”مثلا بإمي أكادير (فم الحصن)، و”إدرنان”..، كا يقام “لمعروف” تحت بعض الاشجار المقدسة مثل شجرة أركان قديمة التي ترتبط باعتقاد ما، ويسمى “لمعروف ن دّو ترگانت” وغالبا ما يكون بعد الحصاد، وتقام بعض “لمعريف” على شواطئ البحر طلبا لخيرات البحر ودرءا لشره، وبصفة عامة ف”لمعروف” يقام في أغلب الاماكن التي تراها الجماعة مرتبطة بقدسية ما، أو لجلب منفعة ما، أو لدرء ضرر ما، أو لأقمة تحالف ما، أو لتجديد علاقة ما…
كما أن لعناصر الطبيعة حظها في هذه “لمعاريف” التي تقام، منها ما يرتبط بالمطر: لمعروف ن لالا تاغلا ” بمناطق إمي أكادير، “تالغنجا”..، ومنها “لمعاريف” الفلاحية التي تقام في المواسم الفلاحية: الحرث، الحصاد …، ومنها “لمعاريف” االتي تقام للسكن: بناء مسكن جديد مثلا وتقام له طقوس خاصة منها ذر الملح أمام الباب وتهيئ أكلة “لبسيس” (12) وتنظيم “لمعروف” باسم “سلوكت” أي “السلكة” يتم فيها ذبح أضحية؛ ومنها كذلك “لمعاريف” الدينية التي تقام بمناسبة عاشوراء أو المولد النبوي… ومنها المرتبطة باستخراج الماء ففي حفر بئر ما تقدم أضحية لإرضاء “أهل المكان” في الاعتقاد الشعبي الأمازيغي، ويقام لمعروف بعد استخراج الماء؛ ومنها “لمعاريف” المرتبطة بالبحر أو بعيون المياه…
وما يلاحظ اليوم ان المغاربة بدأوا يعودون الى ثقافتهم المغربية بإحياء بعض أنواع “لمعاريف” التي كان يحاربها البعض من المثقفين او السلفيين كل حسب منظوره الايديولوجي، فالكثير من “الدواوير” والقرى اليوم بدأ سكانها بإحياء هذه الممارسة الثقافية كثقافة غايتها لم شمل الجماعة وبث روح التضامن و تشارك الملح في زمن طغت فيه قيم الفردانية والانعزالية؛ وثقافة “لمعروف” ثقافة أمازيغية عريقة في تتغيى في جانبها الايجابي لم شمل الجماعة وإشاعة روح التضامن والإخاء بين الجماعة أو بين الجماعات، ووسيلة ثقافية ضد التطرف والتعصب الذي وفد على ثقافتنا المغربية، ووسيلة ثقافية من وسائل الحفاظ على الهوية الثقافية للمغاربة.
الهوامش:
1- لمعروف: حفلة ذات مرتكز ديني اعتقادي قديم يتم فيها ذبح أضحية وغالبا في أماكن ترتبط باعتقاد ما، وتقام بهذه الاضحية وليمة في عين المكان، تقوم بها الجماعة ( رجالا أو نساء) بمناسبة معروفة مرتبطة بثقافتهم، ولها كذلك ابعاد وغايات اجتماعية وأحيانا سياسية وخصوصا تلك المرتبطة بإقامة التحالفات بين القبائل في المغرب..
2- اورده البيدق في كتابه “أخبار ابن تومرت” ص 33، بأنه طعام يهيأ للجماعة، ورد كما يلي: “ثم عمل أسماس، وعمل الملح بيده (ويعني المهدي ابن تومرت)، وقال هنا عهد الله وعهد الرسول بيننا وبينكم على هد الله ورسوله، فلما صنع الطعام…”.
3- أورد الباحث الحسين اسكان في كتابه “الدولة والمجتمع في العصر الموحدي” أن “أسماس” أي “لمعروف” عرف اجتماعي معروف لدى المصامدة لعقد التحالفات بين القبائل، واعتمد عليه الموحدون في تكوين امبراطوريتهم. و”أسماس” هو: “وليمة عامة يشارك فيها الجميع بنصيبه، ومعدة بلحم الخروف وغيره، حملت اسم قدر كبير من النحاس الذي تطبخ فيه، وأهم عنصر في الاكلة هو الملح الذي يعتبر أكله رمزا لرباط مقدس يربط بين المشاركين في الاكلة”ص28.
4- يطلق الشيخ في الامازيغية على الولي أو القطب الروحي، أو عالم دين، وغالبا لا تطلق عليه هذه الصفة الا بعد وفاته، وأغلب الشعراء “ئنظامن أو الروايس…” القدامى يعتقدون أنه لا يستقيم الشعر لديهم الا بعد تلقيهم الالهام الشعري من شيخ (ولي) يتخذه الشاعر ملهمه الشعري..
5- عنوان المقال في الانترنيت:
(En arabe) Excavations diachroniques d Arabe Marocain (Allah-1 et Allah-2)
6- يرى محمد عابد الجابري في كتابه “نقد بنية العقل العربي، 2” ان فكر شمال غرب افريقيا وخصوصا المغرب والأندلس فكر عقلاني متميز عن الفكر الشرقي الذي اعتمد على البيان والعرفان، تراجع صفحات 555-559، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2009.
لكن الجابري يتجاهل – بسبب ايديولوجيته القومية العربية- سبب هذا التميز الذي يميز شمال غرب افريقيا ثقافيا.
7- تيويزي: طقس اجتماعي وجماعي تقوم فيه الجماعة لإنجاز عمل ما يهم الفرد أو الجماعة (الحصاد، المساهمة في الاحتفالات، انجاز الطرق، الاشغال العامة…).
8- أورد الباحث الحسين أسكان في كتابه “الدولة والمجتمع في العصر الموحدي” أن التحالفات لدى الامازيغ تعتمد على بعض الاشكال التعاقدية والتي تسمى ب “تاضا” تتم عند الزناتيين بالرضاع “الذي يخلق أخوة مصطنعة بين المتحالفين في حفل له طقوس خاصة” ص 28، أو التي تقام بواسطة عرف يسمى “أسماس” عند المصامدة ويعد بلحم الخروف ويشارك فيه الجميع بنصيبه.
9- محمد أسوس، كوكرا في المثولوجيا الامازيغية، ص 155.
10- طقس يقام عند الامازيغ طلبا للمطر، ويرتبط هذا الطقس في جذوره بإله المطر الامازيغي “أنزار”. يراجع كتاب محمد أوسوس، ” كوكرا في الميثولوجيا الامازيغية”، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2008.
11- هذا النوع من “لمعروف” كان يقام ب “إمي أكادير/ فم الحصن” داخل فج بالجبل قريب من البلدة من طرف بعض النساء، يقام لولية هناك “حگّا حماد” وتطبخ فيه العصيدة، ثم تنشر على بعض الصخور المقعرة المتواجدة في المكان، وتؤكل (ولا توضع في الأواني)،
12- تهيأ من الدقيق، ويتم إعداده مسبقا بطهي حبوب الشعير وهي في مرحلة نضجها الاخيرة، وتُحصد قبل أن تيبس سنابلها، حيث يتم تبخير الحبوب ببخار الماء، ، ثم تُجفّف تحت أشعة الشمس وتُحمّص، وبعد ذلك تُطحن، وفي بعض المناطق تطحن معها بعض الاعشاب الطبية.
وكان الموحدون يعتمدون على أكلة “لبسيس” في إقامة تحالفاتهم وتعاقداتهم ( كتاب: الدولة والمجتمع الموحدي، ص 28).
المراجع:
1- البيدق، أخبار المهدي بن تومرت، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1971.
2- الحسين اسكان، الدولة والمجتمع في العصر الموحدي، إصدار المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2009,
3- محمد أوسوس، ” كوكرا في الميثولوجيا الامازيغية”، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2008.
1- La profusion rituelle berbère: une nécessité sociale , Martine GARRIGUES-CRESSWELL :
http://archives.cnd.hcp.ma/uploads/news/016884.pdf
باحث وناقد و روائي أمازيغي ومن أكبر المساهمين في دينامية الكتابة الأدبية الأمازيغية. أصدر أول عمل أدبي سنة 1994 بعنوان «موزيا»، وهو مجموعة من الحكايات المشهورة في منطقته بالجنوب الشرقي. وأصدر بعدها أربعة مجاميع قصصية ورواية، كما ترجم قصة «المعطف» للكاتب الروسي نيكولاي غوغول إلى الأمازيغية.