ما هكذا يجب أن يتعامل الوزير مع الأمازيغية يا السيد بنموسى.. !


لم يكن الإعلام الأمازيغي المقصي الوحيد من ندوة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بل اللغة الأمازيغية استهدفت وتم إقصاؤها من اليافطة الخاصة بالندوة التي عقدها الوزير بنموسى لتقديم الخطوط العريضة، لخارطة الطريق 2022-2026، من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع يوم الخميس 10 نونبر 2022 بملحقة الوزارة لالة عائشة بالرباط.

ويعتبر ما لحق بالإعلام وباللغة الأمازيغيين إشارة لمن يتوسمون خيرا في هذه الوزارة لتفعيل وتقوية الأمازيغية في المدرسة العمومية، لإخبارهم بأنها وزارة لا تمتلك أي إرادة فعلية لذلك، لا قولا ولا فعلا، واللافتة التي زينت بها القاعة التي احتضنت أشغال الندوة الصحافية خير دليل على أن الوزارة لا تؤمن بأهمية الأمازيغية في المدرسة العمومية وحتى في برامجها واستراتيجيتها، وهذا ما جسده سلوكها من خلال لافتة تحمل عنوان موضوع الندوة باللغة العربية اللغة الرسمية للمغرب في غياب تام لأي حرف بالأمازيغية اللغة الرسمية للمغرب ايضا، في ضرب صارخ لمضامين الدستور ولمضامين القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

فماذا يمكن أن ينتظر من وزارة لا تكلف نفسها حتى عناء ادراج الأمازيغية في يافطات لقائتها وندواتها الرسمية، أن تولي أهمية للأمازيغية في المدرسة العمومية كمشروع يحتاج فعلا لإرادة سياسية حقيقية وإيمان ذاتي من لدن المسؤولين؟

كيف لقطاع وزاري أن يتحدث عن خارطة طريق وخطة من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، في اقصاء تام وغياب لأي استراتيجية واضحة فيما يتعلق بالأمازيغية في المدرسة المغربية، ودون الإشارة إلى الإكراهات والعراقيل التي يتخبط فيها الأستاذ في كل موسم دراسي.

الغريب في خطة الوزارة أنه تحدث عن الإنجليزية بكل حماسة، وتم التأكيد على أن الوزارة ستعمل على توفير كل الإمكانات المادية والتقنية ومنصات رقمية لإنجاح هذا الورش من أجل تعميمها في كل مؤسسات الإعدادي والثانوي، وهي المجهودات التي تغيب حين يتم الحديث عن الأمازيغية. والتي اكتفى بالحديث بشكل فضفاض مكتفيا في جوابه عن سؤال احد الصحافيين بالقول أن هناك صعوبة في توفير أستاذ متخصص في اللغة الأمازيغية بعدة مؤسسات نظرا لعدد الأقسام، واعتبر الأمر غير ممكن في المناطق الجبلية على سبيل المثال.

وأشار الوزير أن إستراتيجية وزارته لازالت مقتصرة على الابتدائي والأولي في غياب لأي رؤية لتدريسها في المستوى الإعدادي والثانوي.

واكتفى بتأكيده على أن عدم نجاح تدريس الأمازيغية راجع إلى الأستاذ وحمل الوزير المسؤولية لهذا الأخير في فشل مشروع ضخم من حجم تدريس الأمازيغية، بحيث اكد الوزير أن “تدريس الأمازيغية انطلق فعلا في بعض المدارس ولكن لا يستمر لأنه يبدأ ثم يتوقف وهكذا دواليك، مضيفا أن هذا يؤدي إلى عدم تمكن التلاميذ من الأمازيغية بالجودة الضرورية، وهذا راجع، حسب قوله، إلى الحركة الانتقالية التي يستفيد منها الاساتذة في كل سنة، ما يخلق عدة مشاكل في إنجاح عملية تدريس الأمازيغية”.

رشيدة إمرزيك


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments