أساطير شعوب البحر المتوسط: حكاية “الامير قاتل ابيه” الامازيغية وأسطورة أوديب
اندثرت الكثير من الاساطير الامازيغية، وما بقي منها ما يزال مبثوثا في آداب الشعوب الاخرى وأساطيرها، و ما يزال متداولا على شكل حكايات نزع عنها الجانب الاسطوري الذي يحيل الى الآلهة، كما أن الكثير منها اندثرت وبقيت آثارها في الطقوس والاحتفالات الامازيغية اليوم، لذلك فدراسة الاساطير الامازيغية تتطلب عدة مسالك أساسية على الباحث أن ينتبه اليها، وهي:
– أن الكثير من الاساطير الامازيغية امتزجت بأساطير شعوب البحر الابض المتوسط كالأساطير الرومانية التي حفظت لنا بعض الاساطير الامازيغية كأسطورة “بسيشي وكيوبيد “(1)، كما حفظت بعض اساطير الآلهة الامازيغية مثل تانيت وبوسايدون وأطلس وتانيت، وگايا وأنتي …، فمزج اليونان والرومان الآلهة الأمازيغية بأساطيرهم و وتبنوها ونسبوها الى ثقافتهم (2)؛ كما فعل الفراعنة ببعض الآلهة الامازيغية كالرب آمون الامازيغي الذي أخذوه عن الأمازيغ (3)، فعبدوه ثم أدمجوه فيما بعد بالإله رع المصري (أمون- رع)، والإلهة تانيت الأمازيغية التي تحولت الى أثينا ..؛ كما أن بعض الاساطير اليونانية كأسطورة هرقل في عمله الثاني عشر تشير الى بعض الآلهة الامازيغية … لذلك ما زالت هذه الاساطير تنتظر المزيد من الأبحاث والدراسات لتمحيصها وإبراز العمق الامازيغي فيها والتأثيرات الاخرى التي أثرت فيها من تأثيرات ثقافات البحر الابيض المتوسط كالفرعونية واليونانية والرومانية والفينيقية في إطار التفاعل الثقافي والحضاري بين ثقافات ضفف هذا البحر الشمالية والجنوبية والشرقية…
1- إن بعض الاساطير الامازيغية تحولت الى حكايات سائرة ومتوارثة، وما زالت تحافظ على خصوصيتها الاسطورية إلى اليوم، ونزعت عنها ما يحيل الى الآلهة لكي تحافظ على وجودها وتداولها بين الامازيغ لتتماشى مع الدين الوافد عليهم أي الاسلام الذي يحارب الاساطير باعتبارها شركا، فأدخلوها ضمن ادبهم الحكائي المتوارث. ومن بين هذه الاساطير أسطورة “حمو ؤنامير”، وحكاية ” الورد المشتعل”(4) التي هي تحول لأسطورة “بسيشي وكيوبيد ” الى الحكاية بتغيير شخصياتها وبعض الاحداث فيها لكن يبقى النسق الاسطوري محافظا على نسقه في الحكاية مع بعض التغييرات والاضافات.
2- إن بعض الأساطير الامازيغية ما زالت تحيى في بعض الطقوس والاحتفالات الامازيغية الى اليوم، إما على شكل طقوس كاملة أي لم يتغير منها الكثير وحافظت على أصلها الاسطوري متعايشة مع الاسلام مثل احتفال “تلغنجا”(5)، وهذا الطقس يقام ايام الجفاف طلبا للاستمطار، وهو احتفال يحيل مباشرة الى عبادة إله المطر، وما زالت بعض الظواهر الطبيعية في الثقافة الامازيغية يحيل إسمها الأمازيغي الى هذه العبادة أي عبادة إله المطر كقوس قزح الذي يسمى في الأمازيغية ب ” تاسليت ن ؤنزار” اي عروس المطر. يقول الباحث محمد أوسوس: “لقد أجمع كل الباحثين على الوحدة المثيرة لطقوس الاستسقاء(تلغنجا) بشمال إفريقيا، لأنها ترتبط بنسق رمزي واحد ومتشابه، وتستند الى خلفية ميثية قديمة، ورؤية كونية أمازيغية واحدة لعلاقة السماء بالأرض، ولموقع الانسان في هذا العالم…” (6).
كما يمكن لبعض الطقوس الاحتفالية الأمازيغية أن تتحول من وظيفتها الاعتقادية الأصلية الى وظيفة اعتقادية أخرى أو تعبر عنها محافظة على الاعتقاد الاصلي . فطقس الاستمطار “تلغنجا”، الذي يمارس في أغلب مناطق شمال افريقيا (بصورة متفاوتة من منطقة الى أخرى)، سيأخذ وجها آخر في بعض المناطق الامازيغية بالمغرب هو احتفال “لالاّ تاغلا ” (7). ففي بعض المناطق الجنوبية الشرقية بالمغرب يتم الاستمطار باحتفال آخر له طريقته الخاصة وهو “لالاّ تاغلا ” في منطقة تاغجّيجت وكذلك في المناطق الرعوية القريبة من فم الحصن، وكان يقام كل سنة في شهر أكتوبر أو نونبر؛ هذا الطقس الاستمطاري هو في الأصل احتفال له ارتباط وعلاقة باعتقاد قديم تمارسه الفتيات الراغبات في الزواج (ربما له علاقة بإلهة الخصب والزواج، ويمكن أن تكون هي الإلهة تانيث الامازيغية)؛ و”تاغلا” هي الرخلة أي النعجة الصغيرة التي لم تلد اي “العذراء”، ويلاحظ ان لهذا الاحتفال علاقة بالاعتقادات والديانات القديمة(8)، وقد سبق أن أشرنا الى ذلك في دراسة سابقة (9).
وهذا الاحتفال الاعتقادي المرتبط بالزواج، والذي كان يقام كل سنة، يختلف في شكله بين فم الحصن وتاغجيجيت (وهذه تبعد عن فم الحصن ب70 كلم غربا باتجاه مدينة بويزكارن). ففي تاغجّيجت تقوم الفتيات بحمل تاغلا” والطواف بها وفق طقوس خاصة بهذا الاحتفال، أما في فم الحصن فيبدأ الاحتفال من وسط القرية لينتهي عند قبر “لالّا تاغلا ” وفق طقوس خاصة ولا تحمل فيه الفتيات “تاغلا” (10)؛ لكن في احتفال “لالّا تاغلا ” ب”تاغجّيجت” يدرج فيه طقس آخر يخصص للاستمطار بشكل لا يشبه “تلغنجا”، تقوم فيه الفتيات بتنقية الحبوب التي جمعنها خلال الطواف ب”تاغلا”، ثم يحملن الشوائب في أهازيج خاصة متوجهات الى قبر “ولية” في الجبل المطل على القرية، وهناك يضعن الشوائب قرب القبر ويختتم هذا الطقس الاستمطاري بالدعاء وطلب المطر ثم يرجعن لتهيئ وجبة ” لمعروف” لليوم الموالي والتي يختتم بها احتفال “لالّا تغلا” الخاص أصلا للزواج(11)؛ في حين أن احتفال “لالّا تاغلا” في “فم الحصن” الخاص بالاستمطار فهو شبيه بالذي يقام بتاغجّيجت وتقوم به النسوة من أجل الاستمطار فقط، وكان يقام في المناطق الرعوية خارج فم الحصن، وتم احياؤه بعد دخول الاسر التي كانت تعتمد على الرعي واستقرارها بفم الحصن(12)، أما احتفال “لالّا تاغلا” الذي كان يقام داخل فم الحصن كل سنة فهو احتفال مرتبط الزواج تقوم بها الفتيات المقبلات على الزواج ويشاركهن الفتية المقبلون بدورهم على الزواج.
في احتفال “لالّا تاغلا ” الخاص بالاستمطار والذي تم إحياؤه مؤخرا في فم الحصن، تحمل فيه النسوة المحتفلات “تاغلا” أي رخلة ويزينها بالحلي، ويطفن بها أمام البيوت بعد غروب شمس يوم الاحتفال وهن يرددن ابيات شعرية (تراتيل شعرية) مرتبطة بهذا الطقس الاحتفالي (13)، وتقدم لهن ربات البيوت العطايا (كالسكر والشاي، أو الحبوب، أو الدقيق، أو الدراهم…)، ويتوقف الطواف عندما تبول الرخلة على حاملتها (14)؛ ويمكن لهذا الطقس ان يدوم يومين او ثلاثة أيام إذا لم تطف المحتفلات على أغلب البيوت، وعند نهاية الاحتفال تقوم المحتفلات بإقامة “لمعروف” في اليوم الموالي لنهاية ا الاحتفال ، و”لمعروف” يكون بتهيئة وجبة الكسكس خارج البلدة تحت أشجار نخيل قرب منبع الساقية التي تمد الواحة بالماء.
3- كما أن بعض الطقوس الأمازيغية ما زالت تحمل -في جانب من جوانبها- بعض الاحالات الى الاساطير القديمة مثل احتفال “بويلماون” اي بوجلود الذي تقام كرنفالاته بعد عيد الاضحى في الكثير من المناطق المغربية، واحتفال “لالا تاغلا” الخاص بالزواج بإمي أكادير (فم الحصن).. ويعتبر الباحث محمد أوسوس من الباحثين المغاربة القليلين المتخصصين في الدراسات الاسطورية الامازيغية بأبحاثه ودراساته العميقة في الفكر الميتي الامازيغي (15).
في هذه الدراسة، التي تتناول بعض أساطير شعوب البحر المتوسط، والتي تدخل ضمن الدراسات التي خصصناها للأساطير الامازيغية في تفاعلها وفي علاقتها بأساطير شعوب البحر الابيض المتوسط خصوصا الاساطير الرومانية، سنتناول حكاية أمازيغية بعنوان “الامير قاتل أبيه ” والتي دونها المستمزغ M. De Rochemonteix ونشرت سنة 1889 في “Journal asiatique “(16)؛ وهي حكاية من منطقة تافيلالت بالجنوب الشرقي المغربي دونها هذا المستمزغ كما هي بالأمازيغية أولا مع ترجمها الى الفرنسية؛ وسنقارنها ببعض الاساطير اليونانية التي تتشابه معها في بعض الاحداث والعناصر الاساسية للأسطورة، مثل أسطورة “أوديب” التي تتشارك معها هذه الحكاية الامازيغية في بعض الخصائص التيمية والاسطورية.
تقول هذه الحكاية الامازيغية كما دونها M. De Rochemonteix ( يمكن أن يكون أصلها أسطورة ثم تحولت الى الحكاية ):
قيل أن ملكا عظيما ازداد عنده ولد مثل القمر في نوره، فأرسل الى المنجمين للحضور الى قصره، وقال لهم ” رزقت بولد، فاقرؤوا لي مستقبله”. نظر المنجمون في كتبهم وطلاسمهم فقالوا للملك : ” إن نجا هذا المولود من انياب الأسد سيكون سببا في هلاكك، وسيأخذ مكانك”.
لما سمع الملك هذه النبوءة المشؤومة، خرج الى الفيافي الى أن وصل الى جبل عال، فأمر بحفر نفق في جانب منه تكون فيه غرفة، وأرسل بإحضار ابنه المولود مع امرأة لترضعه ولترعاه، فأدخله مرفوقا بالخادمة الى النفق ليعيش فيه بعيدا عنه ، وأمر لهما بما يحتاجانه. وكل شهر يزورهما متفقدا أحوال ابنه وحاملا معه مؤونة شهر، وهكذا الى أن مرت سنة ونصف على الابن والمرأة وهما داخل الجبل. وصادف يوما أن صيادا خرج الى الصحراء للصيد فاقتفى أثر اسد كبير لاصطياده، وصل هذا الاسد الى النفق فدخله الى أن وصل الى الغرفة التي بها المرأة والطفل، فانقض على المرأة يلتهمها وعلا صراخ الطفل، فسمعه الصياد الذي كان يقتفي أثره، ودخل الى النفق في اللحظة التي التقط فيه الاسد الطفل بشدقيه، فقتل الاسد ونجا الطفل من الموت.
حمل الصياد الطفل الى منزله واتخذه ولدا، ويكبر الطفل فيعلمه الصياد فنون الصيد والرمي بالنبال، وتشاء الصدف أن يخرج الملك لمحاربة قبيلة تمردت عليه، ويكون الصياد مع ابنه من المساندين له والمرافقين لجيشه ، ويوم التحام الجمعين يحتدم القتال، فيرمى الشاب ابن الصياد بالتبني سهما على بعض الاعداء الذين احاطوا بالملك، فأخطأ السهم الهدف وأصاب الملك، فجيء بالشاب الى خيمة الملك الجريح بمعية أبيه الصياد مكبلين، هنا سيخبر الصياد الملك عن قصة هذا الصبي وكيف خلصه بالصدفة من بين أنياب الأسد في نفق بالجبل، إذ ذاك يتذكر الملك نبوءة المنجمين ويتعرف على ابنه. ويرجع الملك بعد انتصاره ويعلن على الملأ ان الشاب ابنه ووريث عرشه، ويشتد المرض على الملك فيموت نتيجة ذلك الجرح، فيرث عرش أبيه، ويحارب بعض الملوك الطامعين في عرشه، ويقيم العدل في مملكته.
تتشابه عناصر اسطورة أوديب اليونانية مع الكثير من العناصر الاساسية لهذه الحكاية، ولا داعي لإعادة كتابة مضمون اسطورة أوديب في هذه الدراسة ما دامت هذه الاسطورة مشهورة وأدخلها كتاب المسرح منذ القديم الى المسرح وجسدت على المسارح منذ القديم وما تزال تجسد باعتبارها من روائع الادب الانساني، كتب وما زال يكتب عنها الكثير والكثير من الدراسات تحليلا وشرحا…
فما الذي يجمع بين الحكاية الامازيغية واسطورة أوديب؟
أولا: تشابه في البناء العام مع اختلاف في بعض الاحداث وفي نهاية بطلي الحكاية والاسطورة.
ثانيا: البداية في كلا النصين تبتدئ بازدياد الابن البكر عند الملك.
ثالثا: نبوءة المنجمين بأن هذا الابن سيقتل أباه الملك.
رابعا: يأمر الملك الأب بالتخلص من الابن. ففي اسطورة أوديب يسلم الاب ابنه الرضيع الى راع ليذهب به الى قمة جبل ليلقيه منها، لكن الراعي يحن على الابن فيسلمه لراع آخر ويعلن للملك أنه قتل الابن؛ في الحكاية الامازيغية الملك الاب يبعد وينفي ابنه الوليد الى نفق في جبل قفر، ويترك معه خادمة تخدمه، وينقذ صياد الابن الرضيع من بين أنياب أسد.
خامسا: كلا الأميرين ينقذان من الموت المحقق من طرف منقذ؛ في الاسطورة اليونانية الراعي ينقذ الطفل، أما في الحكاية الامازيغية فالصياد هو من ينقذ الطفل ( ولهذا دلالاته: الصياد لعهة علاقة بمجتمع الصيد و الراعي له علاقة بالمجتمع الفلاحي)
سادسا: كلا الملكين يخرجان للقاء حتفهما على يد ابنيهما. الملك في اسطورة أوديب يلقى حتفه على يد ابنه وهو في الطريق عندما اعترض بعض جنوده الابن ليمر الملك؛ أما في الحكاية الامازيغية فالملك يلقى حتفه بسهم طائش أصيب به خطأ في المعركة من طرف ابنه.
سابعا: كلاهما الاميرين سيتوليان يتولى العرش بعد مقتل الملك الاب.
وتختلف أسطورة أوديب عن حكاية “الأمير قاتل أبيه” في النهاية:
4- في اسطورة أوديب ستكون النهاية مأساوية، حيث سيتزوج اودبب زوجة قاتل ابيه (وهو لا يعرف بأنه اباه) والتي هي أمه، وسينجب منها، وعندما يكتشف الحقيقة، يفقأ عينيه ويخرج هائما ترعاه ابنته.
5- في الحكاية الامازيغية، يقتل الابن أباه الملك بسهم طائش وهو يحاول مساعدته، ويكتشف الملك قبل موته بأن القاتل هو ابنه ، فيتذكر نبوءة المنجمين، فيجعله وريثا لعرشه، ليتولى الابن عرش أبيه، ويدافع عن مملكته ضد الاعداء.
فالحكاية الامازيغية تختتم بنهاية يتم فيها التصالح بين الاب والابن (وهذا ما تنتهي به الكثير من الحكايات) وربما للحكاية نهاية أخري يمكن أن تكون أسطورية ولكن لا يمكن الجزم بها؛ في حين أن اسطورة أوديب تنتهي بتعميق مأساة قتل الاب حين يتزوج اوديب زوجة الملك المقتول وهي أمه وهو لا يدري.
الهوامش:
1- حفظها لنا ابوليوس في روايته “الحمار الذهبي”، وأفاض فيها بتفصيل.
بطلا هذه الاسطورة هما : “بسيشي” الحسناء الامازيغية والتي رفعها زواجها بالإله “كيوبيد” الروماني الى مصاف أشباه الآلهة، والإله كيوبيد. وتظهر هذه الاسطورة التثاقف الذي حصل بين الأمازيغ والرومان.
2- أنظر تعليقات وشروحات مصطفى أعشي عما يرويه هيرودوت عن الليبيين الأمازيغ بتفصيل. مصطفى أعشي، أحاديث هيرودوت عن الليبيين (الأمازيغ)، ص 30 و 72، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2009م.
3- روني باصي، أبحاث في دين الأمازيغ، ترجمة وتقديم حمو بوشخارن، مطبعة النجاح الجديدة، 2008، ص 41.
4- مجلة انسانيات المجلة الجزائرية في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية، ص 17-30، موقع المجلة الالكتروني:
http://journals.openedition.org/insaniyat/3274
وأورد الباحث محمد أسوس رواية شبيهة بها مع بعض الاختلافات للباحثة تاسعديت ياسين في كتابه “كوكرا في الميثولوجيا الامازيغية”، ص 139-141.
5- يراجع كتاب محمد أوسوس “دراسات في الفكر الميثي الامازيغي”، (من الصفحة 7 إلى الصفحة 28)، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية 2007.
6- نفس المرجع ص 16.
7- احتفال “لالاّ تاغلا” في إمي ؤكادير/فم الحصن صنفان:
صنف خاص بالفتيات اللواتي بلغن سن الزواج يقمن به خارج البلدة قرب قبر يسمى ب”لالاّ تاغلا” أي سيدتي تاغلا، وتاغلا بالامازيغية هي الرخلة، ويقام الاحتفال بمشاركة الشباب المقبلين على الزواج.
صنف خاص بالاستمطار، تحمل فيه المحتفلات رخلة مزينة بالحلي، ويرردن أشعارا خاصة (وهو ما تحدثنا عنه ).
8- أندري باصي، أبحاث في دين الأمازيغ، ص41.
9- للمزيد، يرجع الى الموقع أدناه:
https://www.anfaspress.com/index.php/news/voir/99109-2022-06-06-09-10-50
10- سنخصص مستقبلا دراسة خاصة للحديث عن الطقسين، أوجه الاتفاق وأوجه الاختلاف، والدلالات المرتبطة بمراحل هذا الاحتفال.
11- هنا اعتمدت على بعض الشهادات الشفوية منها شهادة الصديق مبارك أنفلوس من تاغجّيجت.
12- تمت إعادة إحياء هذا الاحتفال بفم الحصن السنة الماضية نونبر 2021 من طرف بعض النسوة في إمي ؤكادير أي فم الحصن.
13- تبدأ الاشعار المرتبطة بهذا الاحتفال ب:
Wa taghla udm nm s rbbi بالرخلة نتوسل اليك يا رب (يردد مرتين)
Tanna nttabâa tghwli d umalu والتي تبعناها تصعد الى الظل (يردد مرتين)
Tanna tra imghi d zgzawni وما تريده ينمو مخضرا (يردد مرتين)
إلى آخر الابيات التي تنتهي ب:
Wa taghla d izimmr munnin ايتها الرخلة وأيها الكبش المترافقان(يردد مرتين)
المترافقان في الظلال الخضراء (يردد مرتين) Munnin gh imula zgzawnin
14- نفس هذا الاحتفال يقام في منطقة “تاغجّيجيت ” تبعد ب 70 كلم غرب فم الحصن، ويرتبط هذا الاحتفال الذي تقيمه الفتيات بالزواج اي بقمن به طلبا للزواج، وأدخل ضمنه طقس خاص بالاستمطار، في هذا الاحتفال تحمل الفتيات “تاغلا” أي رخلة وهن يرددن وينشدن ابياتا خاصة بهذا الاحتفال (تراتيل) ويطفن أمام البيوت، ويتم توقيف الاحتفال حين تبول الرخلة على حاملتها، والبيت الذي وقع أمامه حدث البول هو علامة وإشارة على أن فتاة أهل البيت ستتزوج قريبا، لذلك يقيم أهل هذا البيت للمحتفلات في اليوم الموالي أطباق “تاكلّا” اي العصيدة، كما أن ذلك بشارة زواج لحاملة “تاغلا”… أما في فم الحصن فيتم ايقاف الاحتفال وهي علامة خير على من وقع عليها الحدث، ليتم مواصلته في اليوم التالي بعد غروب الشمس.
15- له كتابان مهمان هما:
– دراسات في الفكر الميثي الامازيغي، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2007.
– كوكرا في الميثولوجيا الامازيغية، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2008.
16- M. De Rochemonteix, Journal asiatique, huitièmes série , tome13 , Paris Impremirie Nationale, Brenest Leroux éditeur, Avril-Mai-Juin 1889. Pages 402-407.
المراجع:
1- مصطفى أعشي، أحاديث هيرودوت عن الليبيين (الأمازيغ)، ترجمة وتعليق وشرح ، دط، الرباط: منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2009م.
2- محمد أوسوس ، دراسات في الفكر الميثي الامازيغي، دط، الرباط: منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، 2007.
3- محمد أوسوس، كوكرا في الميثولوجيا الامازيغية، دط، منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2008.
4- Journal asiatique, huitièmes série , tome13 , Avril-Mai-Juin 1889, Paris Impremirie Nationale, Brenest Leroux éditeur, 1889.
5- مجلة انسانيات المجلة الجزائرية في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية، موقع المجلة الالكتروني:
http://journals.openedition.org/insaniyat/3274
6- د.عبد السلام بن ميس، مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة الامازيغية القديمة، ط 2 ، الرباط: إگيل.
7- روني باصي، أبحاث في دين الأمازيغ، ترجمة وتقديم حمو بوشخار، ط 1، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 2012م .
باحث وناقد و روائي أمازيغي ومن أكبر المساهمين في دينامية الكتابة الأدبية الأمازيغية. أصدر أول عمل أدبي سنة 1994 بعنوان «موزيا»، وهو مجموعة من الحكايات المشهورة في منطقته بالجنوب الشرقي. وأصدر بعدها أربعة مجاميع قصصية ورواية، كما ترجم قصة «المعطف» للكاتب الروسي نيكولاي غوغول إلى الأمازيغية.