عصيد والهجوم على الباحثة التونسية: هؤلاء المشايخ لا دليل لديهم فالمؤرخ يقدم الوثيقة وهم يشتمون ويكذبون
رد الأستاذ أحمد عصيد على تعلقيات المستنكرين لمهرجان “ثويزا”، الذي أقيم الأسبوع الماضي، في طنجة، وخلق جدلا واسعا بعد انتشار مقطع فيديو للباحثة التونسية، هالة الوردي، تتحدث فيه عن الرسول (ص)، وعن حقيقة وجوده تاريخيا.
وأشار عصيد إلى أن “هؤلاء المتشددين يرفضون كل ما هو جديد ويتنافى مع الثراث الذي يتناقلونه”، مستغربا السبب الذي دفع بعض الشيخ إلى الدعوة لمتابعته قضائيا بسبب أفكار غيره، وأطروحات ليس هو صاحبها.
سبب التصادم
وقال عصيد إن سبب التصادم، يرجع إلى “الرفض التام من قبل مجموعة من الشيوخ والدعاة لفتح باب النقاش والحوار الفكري، واعتمادهم على الرشق بالحجارة والسب والقذف فقط، بعيدا عن الرد بالحجة والبرهان”.
وأضاف عصيد: “ما عبرت عنه الكاتبة التونسية وما عبر عنه الكثير من الباحثين الجدد المعاصرين، الذين يعتدمون على الوثيقة التاريخية وما يسمى بتاريخ الإسلام المبكر، يتعلق بنتائج الأبحاث الجديدة عن الاسلام المبكر، وهي أبحاث لا يفهمها الفقهاء والدعاة، لأنهم يعتقدون أن كل شيء مكتمل ولا مجال للبحث، وأن المذاهب السنية والإسلام السني حدد كل شيء ويجيب عن كل الأسئلة، ولكن عندما يقوم البحث التاريخي باكتشاف وثائق جديدة، وتغيير النظرة إلى تلك المرحلة، الفقهاء لا يريدون هذه النتائج ولا يريدون أن يفهموها أو يسمعوا عنها”.
النقاش العلمي
وزاد المتحدث مدافعا عن النقاش والحوار الفكري، ومرحبا بكل شخص يريد فتح حوار هادف للوصول إلى الحقيقة، بعيدا عن التعصب، وقال: “بالنسبة إلى الأجيال الجديدة، ينبغي أن تنتفح على البحث العلمي الأثري، وعلى الوثائق التاريخية المادية، لأن الفقهاء والدعاة يعتدمون على ما كتب بعد مئتي سنة عن وفاة الرسول، وكل المرجعيات التي يعتدمون عليها من نسخ القران ومن أحاديث، كل هذه لم تدون في عهد الرسول، بل دونت بعده بكثير”.
وأضاف: “اليوم البحث الأثري في اللغات الأخرى مثل السريانية اليونانية القديمة والقرطاجية القديمة، فيها وثائق تتحدث عن هذه المرحلة، وفيها معطيات تتعارض ربما مع ما جاء في الرواية الرسمية لما دون في الإسلام الشيعي أو السني، وهذا سبب التصادم، لأن الوعي الديني التقليدي لا يقبل هذه الأفكار الجديدة والأشكال الجديدة، ولهذا يصدم هؤلاء”.
واعتبر الباحث أنه “من أجل الحقيقة يجب أن نستمع للجميع من فقهاء وباحثين، ومن يعارض يجب عليه أن يقدم الدليل، وهذا هو ضعف الدعاة المشايخ لأنه لا دليل لدهم، المؤرخ يقدم الوثيقة وهم يشتمون ويكذبون، لا توجد لديهم وثيقة مضادة، وكل ما يملكونه أخبار شفوية، تروى لمدة قرنين ثم دونت بعد ذلك، على علتها، وهذا كله يطرح إمكانية الشك والدراسة”.
الردود المسيئة
وتعليقا على الردود المسيئة على الكاتبة التونسية، استغرب الناشط الأمازيغي الطريقة التي يختارها هؤلاء، والمبنية على السب والقذف.
وقال: “من يملك القدرة على النقاش والحوار الفكري فنحن نرحب به، ومن ليست لديه القدرة أن يخوض النقاش العلمي والفكري فيستطيع المتابعة عن كثب، ولكن ليس من حقه ممارسة الإرهاب الفكري أو الشتم، هذا موضوع علمي مفتوح للنقاش، من يستطيع النقاش فليتدخل، ومن لا يملك لا يمكنه مواجهة وثائق علمية بالرشق بالحجارة”.
المساس بالمقدسات والمتابعة القضائية
وحول اتهمامه بالمساس بالمقدسات الإسلامية، والدعوة إلى متابعته قضائيا، رد عصيد: “اللي بغا يرفع الدعوة من حقو، القضاء متاح للجميع، أي مواطن مغربي يرى أنني اعتديت على حقه وأي من حقوقه فالقضاء موجود، ونحن لا نشك في عدالة القضاء المغربي”.
وتابع: “أنا لم أعتدي على أحد، والغريب أن هاد الناس المتشددين رجع عندهم طريقة جديدة، فهم يحاسبونك على أفكار غيرك، يعني أنا ترأست دعوة وقدمت باحثين أجانب للجمهور المغربي، وعندما تحدثا الباحثان، عوض أن يواجهوا هاذين الباحثين بالأفكار، يتوجهون إلي أنا، وهذا غريب، أن تهاجم شخصا بسبب أفكار غيره”.
حقيقة التمويل
وكذّب الباحث الأمازيغي شائعات تمويل المهرجان من المال العام، موضحا: “تمويل المهرجان لا علاقة له بالمال العام، مهرجان “ثويزا” يحصل على دعم من مستشرهي المهرجان، وهم رجال أعمال وشركات، وهذا لمدة 15 سنة، هذه اللقاءات من أحسن اللقاءات الفكرية، والمتابعة تكون بمستوى عال، والحضور يكون من الطبقة المثقفة، ويحضرون بعدد كثيف إلى غاية انتهاء الندوة”.
أحمد عصيد كاتب وشاعر وباحث في الثقافة الامازيغية وحقوقي مناضل من اجل القضايا الأمازيغية والقضايا الإنسانية عامة