الحزب و الأمازيغية متى و كيف يتم الزواج؟
أصبح جليا أن معظم المناضلين في الحركة الثقافية الأمازيغية مقتنعون بالعمل السياسي من أجل مواصلة الدفاع عن الأمازيغية لغة وثقافة وهوية. فبعد تمرير القانون 04-20 المتعلق بالبطاقة الوطنية في نسختها الإلكترونية بالرغم من ترسيم الأمازيغية و اعتبارها ملك جميع المغاربة، ارتفعت أصوات كثيرة، داخل المناضلين، وانضافت إلى الفئة التي تقول بضرورة العمل الحزبي و التأثير على المؤسسات من الداخل لإسماع صوت الأمازيع و التعبير عن مطالبهم.
فكيف يمكن الانتقال من حركة ثقافية، بالرغم من تبنيها مواقف سياسية، إلى حزب سياسي بأرضية متوافق عليها و مشاركة المواطنين في الحياة العامة؟
هل يمتلكون كل الوسائل، باختلاف أنواعها، لتنزيل مشروعهم السياسي على أرض الواقع؟
لقد خاضت مجموعة من المناضلين، بزعامة أحد رموز النضال الأمازيغي أحمد الدغرني، تجربة سنة 2008 حيث أسست الحزب الديموقراطي الأمازيغي الذي حكمت المحكمة الإدارية بالرباط بحله استنادا إلى المادة الرابعة من قانون تأسيس الأحزاب.
كما تحاول مجموعة أخرى إعادة التجربة، تحت اسم حزب تامونت للحريات، معتمدة في تبريرها على دستور 2011 الذي ينص في الفصل الخامس منه على أن الأمازيغة لغة رسمية و أنها إرث لجميع المغاربة بدون استثناء.
بينما يرى مناضلون آخرون أن الحركة الأمازيغية لوحدها لا يمكنها، في ظل الظروف الحالية، إنشاء حزب سياسي جديد، معللة قولها هذا بشروط التنظيم و الامكانيات الضرورية لذلك. و يقترح هؤلاء الإنضمام إلى حزب سياسي موجود في الساحة السياسية شريطة أن تكون له مواقف ايجابية من الأمازيغية.
صحيح أن مجموعة من الأحزاب السياسية المغربية، على الرغم من الدسترة، تكن عداء شديدا للأمازيغية و أن الغلو و المبالغة في بعض مواقف الأمازيغ هو رد فعل للموقف العدائي الذي لا تخفيه هذه التنظيمات الساسية من الأمازيغية.
و لكن هل الحركة التقافية الأمازيغية كانت تناضل من أجل الأمازيغية فقط، أم أنها ترمي إلى تحقيق أهداف أخرى تشمل المجتمع المغربي برمته؟
من هذا المنطلق نتساءل:
ما الذي يعيبه الأمازيغ في حركتهم على الأحزاب السياسية المغربية؟
هل يمكن لهؤلاء المناضلين التنازل عن المبادئ التي أفنوا أعمارهم في الدفاع عنها؟
هل الأحزاب التي يريدون الإنضمام إليها تؤمن فعلا بنسبية التفكير و حق الإختلاف و حقوق الإنسان؟
هل الأحزاب التي يريدون الإنضمام إليها تعتبرالديموقراطية آلية و قيما عن طريقها يمكن افراز مؤسسات و هياكل مسؤولة أمام القواعد، كما كانوا ينادون به و يعملون من أجله؟
أم يكفي أن تصرح لهم( هذه الأحزاب) بمصالحتها للأمازيغية حتى يرتموا في أحضانها ضاربين عرض الحائط ما كانوا يعتبرونه المبادئ الأساسية في كل تنظيم جماهري؟
هل سيتخلى المناضلون الأمازيغ بسهولة على كل دافعوا عنه وما راكموه خلال مشوارهم النضالي، وبالخصوص ما كان يميزهم عن غيرهم من التنظيمات؟ هل سيقطعون العلاقة التي أقاموها بين الحداثة و العلمانية و الهوية؟
ماهو حجم التنازلات التي يقدمونها للحزب الذي سيلتحقون به؟
هل سيتمكنون من اقناع الحزب الذي يريدون التفاوض معه بتغيير ما ينص عليه القانون الأساسي الذي يسير هياكله؟
هل من صالحهم الإقتصار على حزب واحد عوض الإنخراط في مجموعة من الأحزاب؟
هل سيختار الأمازيغ حزبا معارضا يضمون أصواتهم إلى صوت مناضليه لتقوية صفوفه و صفوفهم أم أنهم سيلجون السياسة عن طريق حزب أو أحزاب في الأغلبية ؟
إن الأمازيغية و التحزب معادلة صعبة يتطلب حلها احترام الإرث المشترك الذي راكمه المناضلون و المناضلات الأمازيغ معا. فكل محاولة فردية أو شبه فردية قد تعيد النضال من أجل الهوية و الديموقراطية إلى مراحل تم تجاوزها منذ القرن الماضي.
الغازي لكبير
أغبالو
هذه قمة الإهانة والاستصغار بالشعب الامازيغي. لم يبقى للكلام معنى. يجب القيام برد فعلي قوي. لأن النظام الأعراب وخدامه المؤجورين لا نية لهم في المصالحة مع الشعب الأمازيغي. إنهم تغاضوا، لايحتاجون المزيد من التسلط، هم في الصدارة عالميا. إما ان يتدخل الأمازيغ فعليا في المقاطعة والعصيان المدني والاحتجاجات الشعبية في جل المدن والقرى في اليوم نفسه وإلا ستستمر المسرحية الى ما لا نهاية في إنتظار موت الأمازيغية نهائيا.