هل اللغة العربية ركن سادس من أركان الإسلام؟
قد يصدم البعض من هذا السؤال المحرج ولكنه سؤال يطرح نفسه بقوة إذا نظرنا إلى ظاهرة تقديس اللغة العربية من طرف أغلب أو كل المسلمين ورجال الدين الإسلامي والسياسيين الإسلاميين، وإذا نظرنا إلى أن فقهاء الإسلام قديما وحديثا يحرمون الصلاة بلغة أخرى غير اللغة العربية.
إن حقيقة كون أغلب أو كل المسلمين والإسلاميين وفقهاء الإسلام يقدسون اللغة العربية ويعتبرونها لغة مقدسة فوق كل اللغات الأخرى هي حقيقة مؤكدة مفروغ منها.
السؤال الموالي هو: هل قدسية اللغة العربية بلغت درجة أو مرتبة الركن السادس من الإسلام؟
بعبارة أخرى: هل من ينكر ويرفض الصلاة باللغة العربية هو كافر بالإسلام، على منوال منكر ورافض صوم رمضان الذي يعتبر كافرا بالإسلام؟
فالغالبية الساحقة من فقهاء الإسلام قديما وحديثا يحرمون الصلاة بلغة أخرى غير العربية، ويحرمون قراءة القرآن في الصلاة وغيرها بلغة أخرى غير العربية، ويحرمون رفع أذان المساجد بلغة أخرى غير العربية. وسنرى بعض أقوالهم وفتاواهم أسفله.
1) عشرة حقائق تؤكد استحالة إسلام المسلمين بدون اللغة العربية:
1 – تعلم اللغة العربية واجب مفروض على كل مسلم. (انظر الفتاوى أسفله).
2 – حسب فقهاء الإسلام، لا تصح الصلاة ولا يقبلها الله إلا إذا أداها المسلم باللغة العربية. ولا تجوز الصلاة بلغات أخرى ولو توفرت الترجمات الدقيقة المتقنة لكل العبارات العربية التعبدية والآيات القرآنية.
فمثلا عبارة “الله أكبر” سهلة الترجمة إلى الأمازيغية. وترجمتها متاحة وممكنة بعدة طرق أمازيغية كالتالي:
Yakuc d-ameqqṛan ugar = الله أكبر (الله أكبر من غيره).
Yakuc d-ameqqṛan akk = الله أكبر جميعا (الله هو الأكبر على الإطلاق).
Yakuc d-ameqqṛan = الله كبير.
Ameqqṛan d-Yakuc = الكبير هو الله.
D-ameqqṛan Yakuc = إنه كبيرٌ الله (كبير هو الله).
Meqqeṛ Yakuc = كبيرٌ الله (كبير هو الله).
Yakuc imeqqoṛ = الله كبير.
Yakuc yemɣeṛ = الله كبر / الله كبير.
D-Yakuc yellan d-ameqqṛan = إن الله هو الكبير (الله هو الكبير حقا).
Anemɣoṛ d-Yakuc = العظيم هو الله.
Yakuc d-ameqqaṛ = الله عظيم.
Yakuc d-ameqqaṛ akk = الله أعظم جميعا.
وهنالك إمكانيات تعبيرية كثيرة أخرى توفرها اللغة الأمازيغية وكلها تؤدي المعنى بشكل جيد جدا.
وتوجد عدة ترجمات أمازيغية كاملة للقرآن والإنجيل والتوراة. فاللغة الأمازيغية قادرة على التعبير عن كل شيء. وكل لغات العالم الأخرى (الإنجليزية، الألمانية، الكردية، التركية…) قادرة على ترجمة كل شيء.
ورغم ذلك كله فالصلاة في الإسلام لا تجوز إلا باللغة العربية. ومن صلى بغير اللغة العربية فصلاته باطلة لن يقبلها الله، حسب فقهاء الإسلام.
3 – التلبية (لبيك اللهم لبيك) في مناسك الحج تؤدى بالعربية، ولا تجوز بلغة أخرى (حسب أغلب الفقهاء).
4 – يجب على إمام المسجد أن يكون متمكنا جيدا من العربية وإلا فليس جديرا بالإمامة.
5 – تجويد وترتيل القرآن لا يتم ولا يجوز إلا بالعربية.
6 – التفقه في الإسلام لا يكون إلا بالعربية. وطلبة المدارس القرآنية يتعلمون العربية كشرط لتعلم الإسلام.
7 – فقهاء الإسلام لا يعترفون بحق المسلم في الصلاة بلغته الأم بل يأمرونه بتعلم العربية في أقرب وقت.
8 – كل الدول الإسلامية التاريخية في بلاد الأمازيغ والقبط والعرب والسريان والفرس والترك والأندلسيين والماليزيين والسودان والصوماليين استعملت العربية كلغة رسمية وحيدة (في دواوين السلاطين والمساجد والضرائح والعملات) أو أحيانا بجانب لغة أعجمية مع إعطاء الأولوية والعُلْوية للغة العربية.
9 – كل المساجد في العالم تكتب على جدرانها بالعربية وتدرس في كتاتيبها اللغة العربية للتلاميذ وطلبة الفقه الإسلامي وتنشر اللغة العربية في المجتمع ولو كان مجتمعا أعجميا ناطقا بلغة أعجمية.
10 – الأذان في المساجد للصلاة يكون بالعربية ولا يجوز باللغات الأخرى.
– مثالان من التاريخ: هنالك إشارة تاريخية قصيرة أوردها المؤرخان ابن خلدون وابن عذاري المراكشي نفهم منها أن ابن تومرت زعيم الإمبراطورية الموحدية الأمازيغية أمر بتمزيغ الأذان أو نداء إقامة الصلاة عبر رفعه بالأمازيغية والعربية معا (أي أنه طبق الازدواجية اللغوية) ثم بعد حوالي 100 عام من ذلك أمر الخليفة المأمون الموحدي بإلغاء اللغة الأمازيغية من أذان المساجد عام 1229م حيث أن الفقهاء اعتبروا تمزيغ الأذان أو تمزيغ نداء إقامة الصلاة بدعة من بدع ابن تومرت.
وفي تركيا الأتاتوركية العلمانية قررت الدولة عام 1932 تتريك الأذان أي ترجمته وبثه باللغة التركية حصريا عبر أبواق المآذن واستمر ذلك لمدة 18 عاما في كل مدن تركيا، ثم تم التراجع عنه عام 1950 وتم إرجاع بث الأذان إلى اللغة العربية وذلك بسبب مقاومة شعبية قوية من عامة الأتراك المسلمين لأن رجال الدين الإسلامي الأتراك حرموا بث الأذان باللغة التركية وطالبوا بإرجاعه إلى اللغة العربية.
إذن فهذه الحقائق الصلبة تؤكد لنا أن اللغة العربية لغة مقدسة في الإسلام لا يصح الإسلام إلا بها ولا تصح صلواته ومناسكه وشعائره إلا بها، أي أن اللغة العربية هي بمثابة ركن سادس من أركان الإسلام.
2) فقهاء الإسلام يحرمون الصلاة والعبادات بلغة أخرى غير العربية:
قال الإمام مالك بن أنس: “من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرِجَ منه.” (المصدر: مجموع الفتاوى، جزء 32، باب العشرة، ابن تيمية).
وقال الإمام النووي: “مذهبنا أنه لا يجوز قراءة القرآن بغير لسان العرب، سواء أمكنه العربية أو عجز عنها، وسواء كان في الصلاة أو غيرها، فإن أتى بترجمته في صلاة بدلا عن القراءة لم تصح صلاته سواء أحسن القراءة أم لا، هذا مذهبنا وبه قال جماهير العلماء منهم مالك وأحمد وداود.” (المصدر: كتاب المجموع شرح المهذب للشيرازي، الجزء الثالث، الإمام النووي).
وقال الإمام جلال الدين السيوطي: “لا تجوز قراءة القرآن بالعجمية مطلقا، سواء أحسن العربية أم لا، في الصلاة أم خارجها.” (المصدر: الإتقان في علوم القرآن، النوع الخامس والثلاثون في آداب تلاوته وتاليه، الإمام جلال الدين السيوطي).
وقال الإمام الشافعي: “فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده”. (المصدر: الرسالة، فتوى رقم 167، الإمام الشافعي).
وقال الإمام سحنون: “وسألت ابن القاسم عمن افتتح الصلاة بالعجمية وهو لا يعرف العربية: ما قول مالك [بن أنس] فيه؟ فقال: سئل مالك [بن أنس] عن الرجل يحلف بالعجمية فكره ذلك وقال: أما يقرأ أما يصلي؟! إنكارا لذلك، أي: ليتكلم بالعربية لا بالعجمية، قال: فما يدريه أن الذي قال أهو كما قال، أي الذي حلف به أنه هو الله ما يدريه أنه هو الله أم لا، قال: قال مالك: أكره أن يدعو الرجل بالأعجمية في الصلاة، قال: ولقد رأيت مالكا يكره للأعجمي أن يحلف بالعجمية ويستثقله، قال: وأخبرني مالك أن عمر بن الخطاب نهى عن رطانة الأعاجم وقال: إنها خب [خبث وغش]. (المصدر: المدونة الكبرى، كتاب الصلاة الأول، ما جاء في الإحرام للصلاة، للإمام سحنون التنوخي، عن الإمام عبد الرحمن العتقي، عن الإمام مالك بن أنس.)
وقال الإمام ابن حزم الأندلسي: “ومن قرأ أمّ القرآن [الفاتحة] أو شيئا منها أو شيئا من القرآن في صلاته مترجما بغير العربية أو بألفاظ عربية غير الألفاظ التي أنزل الله تعالى عامدا لذلك أو قدم كلمة أو أخرها عامدا لذلك: بطلت صلاته وهو فاسق.” (المصدر: المحلى بالآثار، جزء الصلاة، مسألة رقم 367، ابن حزم الأندلسي).
– ملاحظة: بعض فقهاء الإسلام مثل أبي حنيفة أجازوا للجاهل بالعربية العاجز عن نطقها، كالأعجمي الذي اعتنق الإسلام حديثا، أن يصلي أو يلبي في الحج أو يؤذن الأذان بلغة أخرى، ولكن هذه الإجازة استثنائية تشترط عجز الأعجمي عن نطق العربية. وتنتفي الإجازة بمجرد تعلمه قليلا من العربية. فهذه الإجازة لا قيمة لها لأنها تحصيل حاصل أصلا. وهذا يشبه شخصا يجيز لرجل أبكم أن لا يتكلم! الأبكم أبكم أصلا فلا معنى لأن يُسمح له بالامتناع عن الكلام، فذلك تحصيل حاصل.
– خلاصة: الصلاة بلغة أخرى غير اللغة العربية ممنوعة محرمة لا تجوز في الإسلام.
3) العربية مقدسة وهي بمثابة الركن السادس من أركان الإسلام:
المحصلة النهائية هي أن اللغة العربية هي بمثابة ركن سادس من أركان الإسلام لا يكتمل إسلام المسلم إلا به. وهذه المحصلة هي مجرد نتيجة لكون رجال الدين الإسلامي قديما وحديثا يحرمون الصلاة وتلاوة القرآن والحج والأذان وغيره باللغات الأخرى. فقهاء الإسلام يقولون للمسلم أنه لا يصح إسلامه إلا باستعمال اللغة العربية يوميا في كل صلواته وعباداته طيلة حياته وإلا فلن يقبل الله منه صلاته وإسلامه.
فقهاء الإسلام يأمرون المسلمين الأعاجم بأن يتعلموا اللغة العربية ويؤدوا بها الصلوات والمناسك لكي يَحْسُنَ إسلامُهم ويكتمل ويصح. وبذلك فإن فقهاء الإسلام يأمرون المسلمين الأعاجم بإهمال لغاتهم الأعجمية الأم وتهميشها في حياتهم الدينية والدنيوية (فالإسلام شامل للدين والدنيا) ويأمرونهم بالتعرب والاستعراب.
ومن أجل التخفيف من هول هذه الحقائق دون التصادم مع فقهاء الإسلام يقوم كثير من المثقفين المغاربة بحركات بهلوانية مرتبكة تتمثل في محاولتهم ترويج زعم مفاده أن “العربية ليست مقدسة في الإسلام” دون أن يقدموا أي رد يدحض فتاوى فقهاء الإسلام القدامى والمعاصرين القائلة بتحريم الصلاة بغير العربية. يمارس المثقف المغربي “التفكير بالتمني” Wishful thinking حين يحاول إقناع نفسه وإقناع المغاربة بأمنيته الشخصية التي مفادها أن “العربية ليست مقدسة في الإسلام” بينما الحقيقة هي أن اللغة العربية هي فعلا لغة مقدسة في الإسلام لا تصح العبادات الإسلامية إلا بها وحدها حسب إجماع جمهرة فقهاء الإسلام.
وهذه الأمنية الشخصية السخيفة البهلوانية التي تقول أن “العربية ليست مقدسة في الإسلام” هي أمنية شقيقة للأمنية الشخصية السخيفة البهلوانية الأخرى التي يروجها المثقف المغربي وهي: “لا توجد دولة في الإسلام”، بينما الحقيقة هي أن الإسلام دين ودولة، من خلال نصوصه وفقهائه وتاريخه. فالإسلام دين سياسي بامتياز هدفه هو إقامة الدولة الإسلامية والحكم بالشريعة الإسلامية، ولا ينكر هذه الحقيقة المؤكدة إلا “المثقفون النعامات” هواة دفن رؤوسهم في الرمال والأتربة هاربين من الحقائق ومصادر المعرفة.
وتقديس اللغة العربية من طرف رجال الدين الإسلامي وعامة المسلمين مبني على هذا المنطق:
– بما أن: القرآن مقدس.
– وبما أن: لغة القرآن هي العربية.
– إذن فإن: العربية لغة مقدسة.
فمن يريد أن يقنع المسلمين بأن العربية ليست لغة مقدسة سيكون عليه أن يقنعهم بأن القرآن غير مقدس أو أن لغة القرآن ليست هي العربية!
وقال رجل الدين الراحل عبد السلام ياسين في كتابه “حوار مع صديق أمازيغي” في الصفحة 97 ما يلي:
“إن الله عز وجل منزل الكتاب ومخاطب أولي الألباب، هو المتكلم بالقرآن. القرآن كلامه، وكلامه صفته: مقدس في مقدس. هو سبحانه المتكلم بالقرآن، وعاء كلامه القدسي اللفظ العربي، والتركيب العربي، والبلاغة العربية. دخل اللفظ والبلاغة والتركيب في نطاق المقدس ما دام اللفظ لفظ القرآن، والتركيب آيات القرآن، والبلاغة بيان القرآن. فإذا كتبتُ أن من كفر باللسان العربي فقد كفر بالله، فإنما أعني لغة القرآن وآيات القرآن. وبما أن خدمة العربية بعلومها هي خدمة للقرآن وفهم القرآن، كان التعميم حقيقا. وبما أن خذلان العربية واستفزازها بالضرائر [باللغات المنافسة] وبُنَيَّات الأقلام والمحابر خذلان مباشر للقرآن واستفزاز له، كان خذلانها لخذلانه شقيقا.” انتهى الاقتباس.
4) التعريب اللغوي ركن من أركان الدولة الإسلامية:
لو لم تكن اللغة العربية مقدسة لدى رجال الدين الإسلامي وبمثابة ركن من أركان الإسلام لوافقوا بكل سرور على أن يؤدي المسلمون الصلوات وكل المناسك والشعائر الإسلامية مثل الحج والأذان بمختلف اللغات كالأمازيغية والإنجليزية وغيرهما. ولكن رجال الدين الإسلامي يحرمون تحريما صارما قاطعا استعمال اللغات الأخرى في الصلاة والحج والأذان وبقية المناسك والشعائر الإسلامية، ويصرون إصرارا متصلبا على أن تكون العربية لغة العبادة الوحيدة في الإسلام. وهذا كله دليل ساطع على أن رجال الدين الإسلامي يعتبرون العربية لغة مقدسة بمثابة ركن من أركان الإسلام لا تصح العبادات إلا بها. فلا يقبلون بأن يتم المساس بحصرية exclusivity اللغة العربية وسيادتها الأحادية الدينية والدنيوية.
وهذا يشمل بالتأكيد ميدان السياسة والحكم. فأية لغة تزاحم العربية في الدين (العبادة) أو الدولة (السياسة) هي خطر على الإسلام نفسه، كما يرى فقهاء الإسلام والسياسيون الإسلاميون. ولهذا فإن فقهاء الإسلام والسياسيين الإسلاميين في المغرب يحاربون اللغة الأمازيغية بشراسة وضراوة منقطعة النظير في الدين والدولة، أي في العبادة والسياسة. فرجال الدين الإسلامي يريدون دائما توسيع سيادة اللغة العربية من مجال الدين والعبادات لتشمل أيضا السيادة في مجال السياسة والحكم. وهذا منطقي لأن الإسلام دين ودولة طبعا.
الخلاصة المنطقية هي كالتالي:
– بما أن: الإسلام دين ودولة.
– وبما أن: اللغة العربية مقدسة في الإسلام وهي بمثابة ركن سادس للإسلام.
– فإن: اللغة العربية ركن من أركان الدولة الإسلامية. وبالتالي فالدولة الإسلامية دولة تعريبية بالضرورة.
الشعب المغربي خصوصا والأمازيغي عموما حر في اختيار أديانه ولغاته، ولكن الحق يجب أن يقال.
اللغة الأمازيغية هي اللغة القومية والتاريخية والحضارية والأصلية الوحيدة للمغرب وبلاد العالم الأمازيغي.
أما اللغة العربية فقد جاءت إلى بلاد الأمازيغ مع مجيء الإسلام وهي جزء من الإسلام وهي بمثابة ركن سادس للإسلام لأن كل صلوات ومناسك وشعائر الإسلام تؤدى بالعربية حصريا ولا تجوز بلغة أخرى. ودولة الإسلام كانت دائما عبر التاريخ وما زالت عربية اللغة الرسمية: إما شكليا / مراسيميا (العملات، الشعارات، الجداريات)، وإما فعليا / تطبيقيا (الخطابة والتدوين الوظيفي في دواوين الدولة)، أو هما معا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون” (المصدر: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، ابن تيمية).
إذن فإن التعريب اللغوي جزء مركزي من سياسة الدولة الإسلامية.
أما التعريب الهوياتي/القومي/القبلي/النعروي/العصبي فتتكلف به الدولة العربية بعد أن تمهد له الطريق الدولة الإسلامية.