رد على كل من يعادي الأمازيغية
عندما كان أحد السعوديين يهجو المغاربة ويسبهم ويعيّرهم بأغلظ النعوت وأقبح الصفات، لم أهتم لأمره شخصيا لأني كنت أعلم أن الرجل ينتمي إلى بلد ينتج له الأجانب كل شيء يستهلكونه، من الحفاظات الصحية التي تستعملها نساؤه كل شهر إلى العقالات الصفرية التي يضعونها على رؤوسهم. فقد كنت ولا أزال أومن أن “الضّحك فيهوم” وهم لا يعلمون.
لكن عندما يكون من يهجو ثقافة المغاربة ويعيّرها إنسان منا وإلينا فإن الأمر يختلف تماما.
أقول هذا بمناسبة ما صدر عن بعض المنتسبين إلى المغرب ممن استرسلوا في إعلان “رفضهم للأمازيغية” في البطاقة الوطنية أو “عدم اكتراثهم” لذلك أصلا.
لست أدري ما هي الدوافع النفسية التي تدفع الفرد إلى فقدان الغيرة على أهله وعلى بعد أصيل من أبعاد هويته. أليست الهوية جزءا لا يتجزأ من كرامة الانسان يصبح بدونها فاقدا لكرامته. فعدم اكتراث الانسان لثقافته وبمن يكون هو نوع من التخلي الارادي عن الكرامة هو أشبه ما يكون بالتخلي التدريجي لمن يمارس القوادة عن مروءته، فيتحرج لذلك بدءاً ولكنه “يتغلب” على حرجه تدريجا إلى أن تصير طبيعته الجديدة التي تحتاج لها هذه “المهنة” طَبْعاً مترسخا لصاحبه. فأقبِحْ به من طبع.
أم لعل فاقدي الكرامة والمروءة هؤلاء لا يعلمون الشيء الكثير عن حضور الأمازيغية في كل مظهر من مظاهر الثقافة التي يعيشون فيها، من الطاجين الذي يتناولونه، إلى الكسكس الذي يلتهمونه كل جمعة، إلى أسماء المدن التي ينتمون إليها، إلى الايقاعات التي يرقصون عليها، إلى كلامهم الأمازيغي أو الدارجي الذي يتواصلون به، إلى “الملابس التقليدية” التي يتزينون بها، إلى العمران الرباعي الذي يزين مدنهم وأزقتهم ..؟ إذا كانوا يجهلون رسوخ الثقافة الأمازيغية في كل مظاهر الثقافة المغربية المتعددة، فهو الجهل وقد انضاف إلى ما تطبعوا عليه من قلة الاحساس بالكرامة والمروءة.
أم لعل القوم فقدوا الاحساس بالغيرة على أهلهم وذويهم، حتى صار الواحد منهم إذا ما سبّهم الأغيار وعيّروهم، يقبلون أيديهم بتذلل شاكرين لهم عظيم صنيعهم وفضل تعاملهم المُذِل معهم؟ تسمي اللغة العربية هذا النوع من الناس ب”الدّيوث” و”القنذع” (جمعها “قناذع”)، وهو من فقد الغيرة على أهله، بدءا من زوجته وأخته وانتهاء بقومه وذويه. فلك أن تتخيل نفسية الانسان الذي يجمع في نفسيته قلة المروءة والجهل والدّياثة.
وأكثر ما أتعجب له هو أن أجد من قليلي المروءة هؤلاء من يقول لك: “آش بغيت أنا ندير بديك الأمازيغية ديالتكوم .. أنا بغيت نقرا غير الفرنسوية والنڭليزية؟” كأنما تعلمه للغة تمثل هويته ودفاعه عنها ومساهمته في تطويرها يتناقض مع تعلم اللغات الأجنبية، وكأنما طُلب منه أصلا أن يتعلم الأمازيغية وأن يساهم في تطويرها. فالمطلوب يا قليل المروءة ليس هو أن تتعلم الأمازيغية، فلها من يفتخر بها ومن يعمل ليل نهار على تطويرها ــ المطلوب هو فقط أن تدافع عن موروث لك باللسان إن استطعت، وإلا فلتستر جهلك ودياثتك بإغلاق فمك إكراما لنفسك (فإكرام الميت دفنه) وسترا لما ابتليت به من جهل (“إذا ابتليتم فاستتروا”).
فإذا قلت لي اليوم: “ماذا عساي أستفيد من الأمازيغية؟ وماذا أربح منها؟”، فإنك حتما ستقول لي في القادم من الأيام: “ماذا أستفيد من الدفاع عن عرض زوجتي وأختي؟ وماذا أربح من ذلك؟”. إنها الدياثة وقد ترسخت في نفس القوم ترسخا لم يعودوا معه يتحرجون منها أو مِنْ وصف الناس لهم بها ـ وبئس المصير.
فاعل أمازيغي ورئيس شعبة الدراسات الإنجليزية بجامعة القاضي عياض ودكتور في اللسانيات
أش هادشي أش جاب الدياثة و عرض النساء للهضرة؟؟ كيفاش كدافع على الهوية الأمازيغية و انت كتخدم مفاهيم داعشية و رجعية ذكورية بحال مفهوم الديوث و “هل ترضاه لأمك” لي هو براسو تيخدموه الأعداء ديال الحركة الأمازيغية ضد المناضلين ديالها؟ و هادي جديدة عاوتاني.
أحسنت القول أيتها المغربية الأصيلة