الطوبونيميا الامازيغية الصنهاجية تنسف وهم تأسيس كيان “عربي” في الصحراء


أگرگر هو اسم مكان امازيغي يطلق على المرتفع الصخري، الذي يوجد جنوب مدينة الداخلة، وهي المنطقة الشاسعة المطلة على الأطلسي، وتعج بأسماء أماكن أمازيغية، مما يدل على أنها كانت مواطن استقرار صنهاجة الصحراء، إيزناگن. مثلا أمليلي وهي منطقة يوجد بها ميناء تقليدي، وكذلك بير أگندوز، تم اضافة كلمة بير للاسم الاصلي، ثم منطقة أمهيريز، وكلها توجد ما بين الداخلة والگرگرات. بما فيها أوسرد، ومنطقة الكديلية/أكدال بضواحي مدينة الداخلة.

في اللسان الصحراوي الحساني يتم تصحيف الأسماء الأمازيغية اما بتصغيرها، مثل أگادير أكويدير، أو جمعها مثل افتاس/ فتيسات الذي يقع جنوب مدينة بوجدور، أو أگرگر والگرگرات.

هذه منطقة واحدة لا تتجزأ ولا تنفصل مع منطقة الجنوب التي تسمى حاليا موريتانيا، فهي اصل ووطن صنهاجة امازيغ الصحراء، فهي امتداد جغرافي واجتماعي وثقافي لمناطق الشمال إلى نهر السينغال ثم إلى نهر النيجر حيث توجد عاصمة التوارگ تينبوكتو ثم إلى زندر وحوض النيجر ومرتفعات الأيير باكدز ومرورا بمرزوگ وغدامس بليبيا. هذا حزام شاسع جدا يضم كل الصحراء الوسطى، متعدد اجتماعيا وثقافيا ولكنه يشكل هوية واحدة، قديما وحديثا وهي الهوية الأمازيغية. يقول ابن خلدون ” هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون المطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب ابعدوا في المجالات هناك منذ دهور قبل الفتح لا يعرف أولها.”

في الطوبونوميا الأمازيغية نجد أيضا تسمية تاگراگرا، وتطلق على المنبسط الذي يوجد بين مرتفعين أو بين عدة مرتفعات، وتنتشر هذه التسميات كثيرا في منطقة الجنوب المغربي وسوس، منها سهل تاگراگرا بمنطقة تيغزى عاصمة آيت باعمران، وتاگراگرا بضواحي أقا إقليم طاطا حاليا، كما توجد بمنطقة توندوت بوارزازات وتوجد أيضا بجبال الأطلس الصغير توفلعزت، ونجدها أيضا على شكل گرايگرا على سفح هضبة إفني وتطلق اساسا على الممرات الرعوية.

وتاگراگرا بما هي انها منبسط فانها تكون اساسا ممرا عابرا للقوافل التجارية وللخطوط الرعوية في الأوقات التي تتم فيها تنقلات الرعاة.
لغويا گر ⴳⵔ الفعل يعني إزرع ⴳⵔ ⴰⵎⵓⴷ ومنها اسم إيگر ⵉⴳⵔ الذي يعني الحقل أو البستان المحروث. وهذا ما يقربنا من كون تاگراگرا قد تفيد السهل الذي توجد به بساتين محروثة. وهذا فعلا ما نلاحظه في تاگراگرا بآيت باعمران. ومنه أيضا گر ⴳⵔ الاسم الذي يعني “بين” ⴳⵔ ⵜⴰⵍⴰⵜ ⴷ ⵜⴰⵢⵢⴰⴹ كما أن نقول الكركرات توجد بين المغرب وموريتانيا.

هل توجد علاقة بين جبال أگرگر وكلمة أكركور التي تعنى ركام الحجر، الذي يضعه الامازيغ إما لرسم الحدود بين منطقتين او بين قبيلتين او بين الحقول. كما يضعه الامازيغ القدماء على القبور المقدسة، واغلب أضرحة الأولياء الامازيغ كانوا عبارة عن أكركور. (انظر ادمون دوتي.
بخلاصة، أگرگر بالامازيغية لها دلالات قريبة من المعبر او من علامات تشوير الحدود البينية.

سؤال : بماذا ستفيدنا الطوبونوميا في الصحراء؟

اولا تفيدنا بمعرفة اللغة الامازيغية الصنهاجية القديمة التي هي قريبة من تامزيغت الجنوب المغربي حاليا ومن لغة الگوانش بالجزر الكناري.
ثانيا تفيدنا في تحديد هوية الصحراء وهوية الإنسان الذي استقر بها قديما، وبدون شك هم الامازيغ، ويعني هذا ما ينسف نسفا علميا وتاريخيا واجتماعيا، أي محاولة تأسيس كيان “عربي” في الصحراء، وينسف أيضا مزاعم واوهام “الاحتلال” التي يروج لها بعض فلول القومية العربية وأيتامها. فالذين يسعون الى تأسيس كيان عربي وهمي في صحراء أمازيغية هم الذين يسعون إلى الاحتلال والاستعمار، فما عليهم إلا أن يبحثوا عن وطن آخر، اما الصحراء فهي امتداد طبيعي وجغرافي وثقافي للمغرب وبلاد مراكش العاصمة التي اسسها صنهاجة امازيغ الصحراء قبل 10 قرون واعتبروها صلة وصل بين الصحراء وباقي الأقاليم الشمالية.

في انتظار أن تكتب الدولة المغربية اسم الگرگرات بالامازيغية بحروف تيفناغ التي كتبت بهم النقوش الصخرية بالصحراء قبل 3 آلاف سنة.
عبدالله بوشطارت


1 Commentaire
Inline Feedbacks
View all comments
امربيه

مناضل امازيغي، لكم اضحكتني بهذا الوصف. المغاربة هبلوهم بالتاريخ الوهمي المبني على التوسع وعلى التذلل لصاحب الدجاجة.