في ذكرى خطاب أجدير.. بوكوس ينبه بالنقص الكبير للأطر ب “معهد الأمازيغية”


ابتداء من الخميس إلى غاية يوم الأحد المقبل، سينظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تظاهرة احتفالية بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لخطاب أجدير، الذي حدد فيه الملك المهام الموكولة إلى المعهد، تتخللها ندوات ومعارض وتوزيع الجوائز السنوية للمعهد وتكريم فاعلين تربويين في مجال تدريس الأمازيغية.

وتميزت الكلمة التي ألقاها أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بطغيان هاجسين رئيسيين، هما: ضعف المناصب المالية المخصصة لتوظيف الأطر المتخصصة في الأمازيغية، ومصير المعهد بعد إنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.

وقال بوكوس إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يتلقى طلبات كثيرة من لدن مختلف القطاعات الحكومية بهدف مدّها بخبراء لمساعدتها على تنفيذ مخططات عملها المتعلقة بتفعيل مقتضيات القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

وأكد بوكوس أن المعهد لا يستطيع تلبية كل الطلبات التي يتلقاها في هذا الصدد، بسبب عدم توفره على عدد كاف من الأطر، مسجّلا في هذا السياق أن عدد المترجمين في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لا يتعدّى مترجميْن اثنين فقط، “وهذا يؤكد ضرورة توظيف أطر متخصصة في الأمازيغية”، على حد تعبيره.

وبخصوص الهاجس المتعلق بـ”مصير” المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بعد إنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة الأمازيغية، حيث تسود مخاوف وسط الفاعلين الأمازيغ من أن يؤدي ذلك إلى إقبار مؤسسة “إيركام”، قال بوكوس إن المعهد سيستمر في الدرب نفسه، إلى جانب المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.

وأفاد بوكوس بأن باحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سيشتغلون إلى جانب نظرائهم من المختصين في اللغة العربية والثقافة الحسانية داخل المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.

وأضاف: “هذا التعدد هو غنى، حيث تغتني اللغات والثقافات من بعضها، وليس هناك تنافر بين العربية والأمازيغية أو بين الثقافة الحسانية والثقافة الأمازيغية. هدا النظام هو لنا جميعا ولا محالة سوف يشتغل المعهد وباحثوه وإداريوه بنفس الفلسفة والتوجه”.

من جهة ثانية، شدد بوكوس على ضرورة تسريع تفعيل المقتضيات الواردة في الفصل الخامس من الدستور، لا سيما تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، عبر مأسستها، لغة وثقافة وحضارة، لافتا إلى أن هذا الورش يدخل ضمن المشروع التنموي الجديد الذي تعمل المملكة على إرساء أسسه.

واعتبر بوكوس أن أهم إنجاز حققه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية هو “إعادة الاعتبار إلى الأمازيغية”، مبرزا أن المؤسسة “فرضت نفسها في مجالات متعددة، حيث اشتغلت طيلة عشرين سنة على تهيئة اللغة الأمازيغية لتصير أداة لسْنيّة يتواصل بها المغاربة.

ونوّه بوكوس بحصيلة عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتراكم الذي حققته فرق البحث بالمعهد في مجال الإصدارات والأطاريح، فضلا عن أعمال المختصين في التاريخ والأدب واللغة والتطبيقات المعلوماتية الخاصة بالأمازيغية والترجمة.

وأردف بوكوس أن الاحتفاء بالذكرى العشرين لخطاب أجدير “نريده أن يكون احتفاء بالمنجزات التي صنعها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتي جعلت منه قطبا مرجعيا على المستويين الوطني والدولي في المجالات المتعددة للأمازيغية، وهذا ليس مصدر فخر فقط، بل هو اعتراف أيضا من لدن الإخصائيين بالمنجزات التي نقوم بها المؤسسة في المجالات التي تعنى بالأمازيغية”.

وشهد اليوم الأول من احتفالية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تكريم ثلة من الأطر التربوية المشتغلة في مجال تدريس الأمازيغية.

تكريم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للأطر التربوية يأتي في وقت لا يزال فيه تعميم تدريس الأمازيغية متعثرا؛ وهو ما عبّر عنه عبد السلام خلفي، مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية التابع للمعهد، بالقول: “كان أملنا بعد الترسيم أن يكون للأمازيغية شأن آخر في المنظومة التربوية والعمل على الرفع من أعداد الأطر التربوية؛ ولكن واقع الحال يؤكد أن وتيرة التعميم تتباطأ، ذلك أن عشرة في المائة من التلاميذ فقط أو أقل هم الذين درسوها، من مجموع خمسة ملايين تلميذ بالتعليم الابتدائي، نتيجة قلة الأساتذة”.

محمد الراجي


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments