كتاب “مفاخر الأمازيغ” يعرف بالعائلات والحكام الأمازيغ بالأندلس[PDF]


يقول المؤلف المجهول ( الذي يرى محقق الكتاب الباحث عبد القادر بوباية، أن اسم الكتاب هو ابي علي صالح عبدالحليم الإيلاني) أنه انطلاقا من العصر المريني الأول صار وعي المغاربة الامازيغل أكثر بمسؤوليتهم في كتابة تاريخ بلادهم ويؤيده في ذلك العلامة عبد الله كنون الذي يقول: إن التاريخ قد نال عناية عظمى من أبناء هذا العصر، يكاد يجمع المؤرخون على كون مؤلف مخطوط من مفاخر البربر، قد عاصر نهاية الدولة الموحدية وبداية دولة آيت مرين الأمازيغية.

كُلَّمَا وُصف تاريخ الأندلس وحضارته باعتباره تاريخا “للعرب” وحدهم دون سواهم، كلما عانى ذلك الصرح الحضاري العظيم الامازيغي من البتر والانتقاص والاقصاء. وإلى اليوم تُقدم لنا الثقافة الأندلسية باعتبارها “ثقافة عربية إسلامية” صرفة، وهو وَصفٌ غير منصف ناتج عن التصور الذهني الذي تم تشكيله تجاه الأمازيغ الذي يُنظر إليهم بنظرة اقصائية، بالرغم من أنهم كانوا ملوكا وأمراء وعلماء. وسبب ذلك التصور الذهني المكرس، هو موقف سياسي/ إيديولوجي تولد عن صراع سياسي وثقافي كبير، وهو بين المشرق والمغرب.

وذلك ما لاحظه مؤلف كتاب “مفاخر البربر” سنة 1312 م، وأفرد كتابًا كاملا للتعريف بأعلام وأنساب الأمازيغ في الأندلس، بعدما شاهد وعاش ما يعانيه الأمازيغ بالرغم من أنه عاصر دولة أمازيغية عظمى، وهي دولة بني مرين الزناتية، ويقول في مستهل كتابه عن الدوافع التي دفعته لتأليف كتاب يدافع فيه عن الأمازيغ وأنسابهم، ويقول: “فإنه لما كانت البربر عند كثير من جهلة الناس، أخس الأمم وأجهلها، وأعراها من الفضائل، وأبعدها عن المكارم، رأيت أن أذكر ملوكهم في الإسلام ورؤسائهم وأنسابهم وبعض أعلامهم.” ومؤلف هذا المصدر التاريخي المهم لم يذكر اسمه على الكتاب وعرف بالمؤلف “المجهول”.( يرى محقق الكتاب الباحث عبدالقادر بوباية، أن اسم الكتاب هو ابي علي صالح عبدالحليم الإيلاني). ربما كان يعرف مصيره لو وضع اسمه على كتاب خاص حول مفاخر الامازيغ، ويتضح من كلامه عن الدوافع والأسباب التي دفعته للتأليف، هي ما كُتب ونُشر عن الأمازيغ من مواقف وأحكام قيمة، ووجهات نظر البعض تجاههم… ليكون كتابه هذا بمثابة رد واضح عن الذين يروجون تلك الأباطيل والأكاذيب على الأمازيغ. ولكي يصحح تلك الأفكار الجاهزة التي أساءت كثيرا لهم، قام بتأليف كتاب يجمع فيه ما استطاع أن يجمعه من مفاخرهم وأعمالهم وبطولاتهم ومنجزاتهم في شتى الميادين. ومن خلال قراءة الكتاب يتضح أن مؤلفه فعلا، قام بما يمليه عليه الضمير والوعي بالذات الأمازيغية المغربية، في ذكر المكارم وهدم المزاعم، واعلاء من شأن قومه وشعبه ورفع مكانته بين باقي الأمم والأقوام، ودحض كل الأخبار والأقوال التي تحط من كرامتهم.

Télécharger le livre en PDF

Lien alternatif de téléchargement


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments