توضيحات أمازيغية بشأن إسرائيل


لابد من توضيح بعض الأمور فيما يخص الحركة الأمازيغية وعلاقتها بمطلب إعادة فتح العلاقات الديبلوماسية مع دولة إسرائيل وغضب الامازيغ من إقصاء حروف تيفناغ من أول طائرة اسرائيلية متجهة إلى المغرب.

أولا المطلب ليس هو رد فعل عن القومية العربية والاسلام المؤدلج كما يعتقد البعض، وإنما المطلب مبني على أسس قيم التعدد الثقافي والديني واللغوي التي ينبني عليها الخطاب الامازيغي. كما أنه نتيجة اقتناع الامازيغ بأن جوهر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لا يشكل بالنسبة إليهم أولوية ولا يعتبرونه قضية وطنية او مصيرية في شمال إفريقيا، وهذا ما يفيد أن الحركة الأمازيغية لا يعنيها ولا يهمها مصطلح “التطبيع” بل لا يجب أن يعني أيضا المغاربة وعموم سكان المغرب الكبير. ثم أيضا أن دولة إسرائيل تضم مئات الآلاف من أصول أمازيغية خاصة من المغرب. وبالتالي فهؤلاء مواطنون إسرائيليون امازيغ يجب ربط علاقات قوية معهم والحرص على بقاء العلاقات والزيارات والمبادلات والتجارب مع بلدهم الأصلي المغرب الامازيغي.

وعلى هذا الأساس، فيجب على دولة إسرائيل ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية كما هو شأن العربية والعبرية، اذا كانت فعلا دولة تحترم التعددية والديموقراطية، لأن أمازيغ إسرائيل لهم كامل الحقوق مثلهم مثل عرب إسرائيل. ومن اليوم فصاعدا بعد استئناف العلاقات الإسرائيلية المغربية، يجب على دولة إسرائيل سواء في سفارتها او مكاتب اتصالها وفي مراسلاتها وخطاباتها الرسمية التي لها علاقة بالمغرب أن تكون باللغتين الرسميتين الأمازيغية والعربية، ولن يقبل منها اي شيئ غير ذلك.

إننا نخشى أن تتحول دولة إسرائيل إلى آلة من آليات إنتاج العروبة ونشرها وتعزيزها في علاقتها مع المغرب، بالرغم من أنها دولة عبرية إلا أنها نخاف أن تنظر إلى المغرب كما ينظر إليه خصومها من القوميين العرب والاسلاميين المؤدلجين، كأنه بلد “عربي” والذين يتهمون الامازيغ بالمتصهينين والمتطرفين. لا نريد أن تكرر إسرائيل نفس أخطاء فرنسا التي تحولت إلى دولة تنتج العروبة وتدعم التعريب ضد الهوية الثقافية لشمال إفريقيا.

عكس ما ينظر البعض إلى الحركة الأمازيغية بكونها تنتظر جزاء أو دعما ما أو محاباة من إسرائيل، فإن الحركة الأمازيغية لا تملك لوبي اقتصادي او مالي او صناعي ولا تملك ارخبيل الشركات الضخمة لتلهث وراء الاتفاقيات التي سيتم ابرامها مع إسرائيل وامريكا اليوم في الرباط لاقتناص فرص الاستثمارات والرخص والعقود.. إنما الحركة الأمازيغية حركة فكرية عميقة تفكر في الوطن أولا وأخيرا. ولا تقوم بعمليات الرابح والخاسر بالطريقة التي يقوم بها البعض، لأن الحركة تشتغل على تصحيح مفاهيم ثقيلة جدا من قبيل الهوية، الثقافة، الحضارة، الوطنية، الانتماء، اللغة الوطنية، هوية الدولة… هذه المفاهيم اقترفت في حقها جرائم كثيرة، والحركة تقوم بمهامها في هذا الإطار…


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments