عودة الكاتب بنسالم حميش إلى مهاجمة الأمازيغية.


المس القومي و حب الظهور بعد نسيان هما آفتان ترتبطان ببعض مثقفين الفكر القومي بالمغرب، إذ كلما أحس هؤلاء بنسيانهم، و بتغيير في مسيرة البلد نحو الافضل يخرجون لمعاكسة التيار الوطني العام أملا في الظهور و النجومية انطلاقا من مثلهم ” خالف تعرف”. لكن التاريخ يسير دوما الى الأمام.

فايام السخاء و اعطايا الأنظمة القومية الاستبدادية: صدام، الاسد، مدالقذافي.. لبعض المثقفين ولت و ولى هؤلاء الآن وجوههم نحو عطايا الأنظمة الخليجية. مناسبة الكلام هو ظهورالكاتب بن سالم حميش بخرجاته الشاذة التي تفضحه و تفضح فكره القومي( و خرجته الجديدة نشرها في موقع هسبريس).

لن أناقش الكاتب بنسالم حميش في ماكتب لكن فقط لأذكره بتاريخه القريب، لأذكره بأن النشطاء الامازيغ هم من ارغموه على رجوعه الى وطنه بعد وقفة طائشة نتيجة جرعة زائدة من الحماس الايديولوحي القومي الذي تلقاها ايام “قادسية صدام” و ما تتبعها من تجييش المثقفين للترويج لهذا الفاتح الجديد ( الطاغية)، آنذاك و في فورة الحماس الايديولوجي ( الذي يتقاضى فيها بعض المثقفين اتعابه على شكل جوائز و سفريات…)، في هذه الظروف أراد فيها الكاتب حميش تغيير اسمه المغربي باسم شرقي، اسوة بما أقدمت عليه انذاك المطربة المغربية سميرة بنت سعيد التي غيرت اسمها المغربي باسم شرقي ” سميرة سعيد”. ففي احدى شطحاته هذه قام الكاتب بن سالم حميش بدوره بتغيير اسمه ليناسبه ايديولوجيات القومية ” سالم حميش” فحذف كلمة ” بن” ليبقى عاريا أمام هويته المغربية، لكن النشطاء الامازيغ آنذاك ( بداية التسعينات) انتقدوا بشدة هذا الكاتب على انسلاخه من هويته المغربية ، حيث كتب عنه الشاعر مبارك بولكيد آنذاك مقالا في جريدته ” الهوية” منتقدا اياه و مستهزئا به معبرا عن اشمئزازه من كاتب معروف يحذف جزءا من اسمه” بن” الدال على مغربيته مقلدا في ذلك ما فعلته المغنية سميرة بنت سعيد التي حذفت هذا الجزء من اسمها ” بنت” لتلتحق بالشرق من اجل الشهرة و المال.

السيد بنسالم حميش:

المغرب الآن في موقع قوة يحسد عليها، قوة داخلية بالدستور الجديد، و خارجية بمواقفه التي تربك الخصوم، فإن شئت أن تحذف جزءك المغربي من اسمك اي” بن” فلك ما شئت ولكن ستخسر حب ابناء هذا الوطن، و لن يحتضنك الشرق لأن الامارات( التي غضبت منها سابقا لانها لم تمنحك الجائزة و هددتها برجوعك الى أمازيغيتك في مقال لك منشور، ثم منحتها لك في ما بعد) اصبحت الآن علاقتها بالمغرب قوية، بعد ” ضربت بجهدها” وعرفت أن المغرب بلد حضارة و تاريخ لا تزعزعه الرياح سواء الشرقية او الغربية.

أما معاداتك للأمازيغية فستخسر منها الكثير، فما افلح قط من عاداها، ولك في التاريخ القريب عبرة.

و من الأخلاق ان لا يغالط الكاتب و المثقف الناس، حين كتب الكاتب في مقاله: ” وعرفت أوجها التطبيقي في ماي 1930 مع “الظهير البربري” الشهير، الذي يحرم على البربر تعلم اللغة العربية” .

فهذا الظهير الذي سماه سابقوه بربريا و اعدت تسميته لا يحرم على الامازيغ تعلم اللغة العربية، فالافتراء بدافع ايديولوجي لا يليق بمثقف كبير، وفي أخلاقنا الأمازيغية من تبث عليه الافتراء فلا يؤتمن قط، إلا بعد اعترافه بخطئه أمام الملإ على ألا يعود الى ذلك ابدا.
و الظهير منشور في الانترنيت لمن اراد الرجوع اليه.

Mass bnsalm ḥmmic, ajj aɣ ad k najj ɣd nkkni, iɣ aɣ d daɣ tldit, nldi k id.


1 Commentaire
Inline Feedbacks
View all comments
سوس. م. د

الذئب يفقد جلده ولا يفقد طابعه. هؤلاء المسمون بكتاب العرب أو بلقب أثقل منه مثقفون عرب، ليسوا إلا طبول تضرب عليها الانظمة العروبية لتدوي أكثر وتشوش على المناضلين المتنورين الحقيقيين. ماذا استفاد الناس من هؤلاء؟ يشدون شعوب شمال افريقيا إلى ثقافة العرب القديمة البالية ويؤولونها لتلاءم الببيئة العصرية ويبقى الجوهر نفسه. علم لا ينفع وهوية دخيلة مفروضة. العرب لا يهمهم إلى حد الآن الاقتراب من الحقيقة والنقد الذاتي المعمق، بل الحفاظ على غنيمة الغزو التي تركها اجدادهم المجرمين. الضحية هم الأمازيغ الذين كادوا أن يصبحوا اليوم على الأقل في مرتبة الضفة الشمالية للمتوسط. التسلح بالوعي والمقاومة بأشكالها السلمية من مقاطعة… Lire la suite »