الى دعاة مناهضة التطبيع مع إسرائيل


الى دعاة التضبيع

لماذا الضبع؟

لأن الضبع في ثقافتنا الأمازيغية الصحراوية – حسب ما يعتقده الناس في المناطق الصحراوية التي كانت تتواجد فيها الضباع – يصطاد فريسته بعادات غريبة ( وغالبا ما يصطاد ليلا)، وهي ان الضبع يحوم حول ضحيته الانسان ( إن كان وحيدا) فيصدر أصواتا تثير ضحكه ووميضا يشع من شعر رقبته ليثير خوف ضحيته . وحين يريد الانسان الضحية الدفاع عن نفسه برمي الضبع بالحجارة، يرد عليه الضبع بوابل من الحجارة والتراب بواسطة رجله الخلفية( لذلك غالبا ما يوصى بعدم رمي الضباع بالحجارة).. وعندما يحس الضبع بأن الضحك استولى على ضحيته، يقترب اكثر منه وهو يحوم حوله فيرش المكان ببوله ، ليدوخه فيدخل الانسان إذ ذاك في دوخة تشل وعيه وادراكه( لذلك يوصى بلف ثوب او عمامة على الفم والانف لئلا تتسرب اليهما رائحة بول الضبع)، وعندما تتحكم الدوخة في الضحية انقاد له فتتبعه بطريقة لا إرادية، وعندما يتأكد الضبع من شلل الادراك والوعي لدى ضحيته، يعود اليه الضبع فيبدأ بتكسير عموده الفقري فيحمله الى كهفه( هكذا يقول الاعتقاد الشعبي عن الطريقة التي يصطاد بها الضبع الانسان).

وهكذا هو حال دعاة من يحملون شعارات ” مناهضة التطبيع” في المغرب في توظيفهم لأسلوب التضبيع، اي توظيف شعارات رنانة وانسانية ( مثل ما يفعله الضبع لإضحاك ضحيته، ثم تدويخه ببوله) لينتقل بعد تدويخه الى افتراسه وهذا هو غايته، فالاضحاك هنا ليس من اجل اسعاده بقدر ما هو شرك لتدويخه قصد التهامه، وهذا هو حال ادعاة التضبيع في بلدنا.

والطريقة التي يوصى بها لتجنب الوقوع فريسة الضبع هي ان يجثو الانسان بركبتيه على الارض على طريقة السجود ولا يتحرك مع تغطية انفه وفمه يقول او بعمامته، وسيقوم الضبع بكل محاولته الى ان ييأس( كما يقول المثل الامازيغي: “نخل أيدي تافت راحت” وأيدي هنا يقصد به الحيوان وليس الانسان، وكل تطابق بينه وبين الانسان يتحمل فيه هذا المثل مسؤوليته الأخلاقية).

مناسبة هذا التذكير هو هذا الخبر:

ا” فقد خصص المغرب للقدس في ميزانية 2021 مبلغ ثلاثة ملايير ونصف مليار سنتيم توزعت على 15 مشروعا اجتماعيا”. الخبر نشرته جريدة الصباح لهذا اليوم ( 17 نونبر) في صفحتها الأولى.
فماذا خصصتهم أنتم للقدس يا دعاة التضبيع المغاربة؟؟

بلدكم المغربي( الذي نعتموه بشتى صفات القدح السياسي الناهل من القاموس الايديولوجي القومي والاخواني..) يساند القضية الفلسطينية بالعمل بمختلف أوجهه، ولا يلتفت إلى شعاراتكم أو شعارات الاعداء بالجوار، لأن ما يهمه هي القضية كقضية إنسانية وليست كقضية تجارية، وفي نفس الوقت يهمه الدفاع عن قضاياه الوطنية العليا.

ما تفعلونه يا دعاة التضبيع هي نفس ما تفعله بعض الدول التي ما زالت تحمل الشعار البالي لدول الصمود والتحدي، فتمزقت هذه الدول كل ممزق وما زالت الشعارات على حالها يرفعها المنهزمون لتبرير انهزاماتهم ولقمع شعوبهم التواقة الى الحرية والعيش الكريم، والمثال بجوارنا فهل انتم منتهون؟ واعون؟

ذ. الحسن زهور.


1 Commentaire
Inline Feedbacks
View all comments
سوس. م. د

القومجيين العرب التوسعيين الذين يتمثلون في الأنظمة الأعرابية الديكتاتورية المتسلطة والجراثيم اللاهوتية الإخوانية الإسلامية بشمال أفريقيا يسرقون عقول الناس بدريعة المؤامرة ضد الوطن والدين. ويضعون إسرائيل كالمعزة السوداء التي يأتي منها كل الشر. هم يعرفون أنهم يخدعون البسزاء و الأغبياء . هذه الورقة بدأت تتآكل و تسقط اشلالا. بعض الأنظمة العروبية تترك ورقة التوت تسقط عن عورتها و تخرج إلى العلن الوجه الحقيقي لعلاقتها مع إسرائيل أما القضية الفلسطينية لم تكن إلا فوقعات الصابون لجمع الأغبياء حولها. التطبيع خارج الدهاليز يتزامن مع الفشل الدريع للإسلام السياسي الذي لم يؤمن حتى الخبز والماء للناس. أما العدالة ، العلوم والتكنولوجيا لا توجد… Lire la suite »