حملة خليجية ممنهجة تهدف للسطو على التراث الأمازيغي


شن العديد من رواد موقع تويتر السعوديين والإماراتيين حملة كبيرة هدفها السطو على التراث الأمازيغي الأصيل ونسبها لعرب الخليج بكل وقاحة في محاولة بئيسة لصناعة تاريخ وحضارة جديدة عربية بأيدي أمازيغية وهذا ما وصفه بعض  النشطاء المغاربة بالتصرف المثير للشفقة والدليل القاطع على عظمة الحضارة الأمازيغية رغم تدليس التاريخ المغربي لها لعقود بعد استقلال المغرب. ولم يترك هؤلاء أي شيء أمازيغي إلا وحاولو تعريبه باستعمال شتى وسائل التزوير والكذب.

وفي مايلي أمثلة بالصور لبعض محاولات السطو على التراث الذي أبدعه أجدادنا الأمازيغ والذي مازال خالدا في عصرنا الحاضرعبر العديد من البنايات والمعالم التاريخية واللباس والعادات والأطباق التي تحكي قوة التاريخ والحضارة الأمازيغية وترصد شموخ اللون وغزارة الإبداع.

القفطان الأمازيغي المغربي من ابداع الدولتين الأمازيغيتين الموحدية والمرينية

يعد القفطان المغربي من أكثر الرموز الثقافية الأمازيغية تعريبا وسرقة من طرف المشارقة فالكل يحاول تعريبه واقصاء أصله الأمازيغي لتسهيل الإستحواذ على هذا اللباس الأنيق الذي أبدعه أجدادنا.

يعود ظهور القفطان الأمازيغي المغربي إلى القرن الـ12، حين ارتداه سلاطين  الدولة الموحدية الأمازيغية[1]، حيث كان السلاطين يبحثون على لباس مهيب يليق بمكانتهم وصُنِع القفطان انطلاقًا من الملابس التقليدية لقبائل أمازيغية ومزج مع منسوجات السفيفة والعقاد، ثم انتشر بعد ذلك بين مختلف الطبقات الاجتماعية بالمغرب.

صورة للسلطان الموحدي أبو حفص عمر وصور أخرى لمغربيات بالقفطان

وتطور القفطان إلى شكله الحالي كلباس للمغربيات وكرمز للنبالة والأناقة في عهد الدولة المرينية الأمازيغية (آيت مرين)[2]، يتم ارتداؤه خاصةً في المُناسبات السعيدة مثل حفلات الزفاف والحناء.

قامت شركة إماراتية خلال معرض باريس الشهير، في أبشع صور التملك الثقافي والاستحواذ على حضارات الغير، بعرض القفطان المغربي في الجناح الخاص بدولة الإمارات على أساس أنه عربي إماراتي وليس مغربيا أمازيغيا. مع العلم أن المغرب يبعد جغرافيا على الإمارات ب 6000 كلم ولا دخل لهم في انجازات الأمازيغ لا من قريب ولا من بعيد.

المعمار والهندسة الأمازيغية

وهذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها المشارقة الركوب على  إنجازات الأمازيغ واستغلالها لتحسين صورتهم، فقد قامت السعودية بوسط بنشر صورة لقصبة آيت حدو بورزازات المشهورة عالميا ونسبتها للسعودية. متجاهلين أنه يندرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو ولاجدوى للسطو عليه.

وهذه عينة من تغريدات سعوديين يغرقون كل منشور يعتز بالحضارة المغربية ، بالكذب والسطو ويصفون كل ماهو معمار أمازيغي بالمعمار العربي الحجازي في تصرف مثير للشفقة.

وهؤلاء القراصنة الجدد يعتقدون أن هجماتهم على تويتر ستكفي لإخفاء المعمار العظيم والعريق الذي خلده أجدادنا الأمازيغ في كل المدن المغربية بيبنما لاوجود لحضارتنا الامازيغية في شبه الجزيرة العربية.

هندسة أمازيغية أصيلة جميلة أبدعها الأمازيغ خلال الدول المرابطية [3] والموحدية والمرينية منذ القرن 12م

اللباس التقليدي الأمازيغي

حتى اللباس الأمازيغي التقليدي، الذي يعود تواجده بشمال إفريقيا لما قبل الميلاد، لم يسلم من تطفل المشارقة حيث اخترعو له اسما جديدا ،المكشات، وتاريخا جديدا حديثا.

الجلابة والسلهام لباس أمازيغي أصيل منذ قرون

المطبخ الأمازيغي

حتى أملو تم تعريبه ونعته ب”المنتوج السعودي الأملو”، الذي أصله من منطقة سوس المعروفة بأرگان المكون الأساسي لأملو الأمازيغي والذي لايوجد في أي منطقة أخرى بالعالم غير المغرب والمكسيك.

كما قرأتم، لقد أصبح أملو الأمازيغي عربيا، ويباع باعتباره منتوجا سعوديا بواسطة شركة ريق النحل التجارية!

ونفس طريقة الإستحواذ تعرض لها الطاجين و الكسكسو الأمازيغيين اللذان يقدمان كأطباق خليجية في إعلامهم الممول بالبترودولار وعلى منصات التواصل الاجتماعي. ويتجاهلون أن اليونيسكو تصنف رسميا الكسكس الشمال إفريقي من ضمن الثراث الثقافي العالمي.

تزوير كتب التاريخ

أغلبية المترجمين العرب لا ينضبطون، للأسف، للأمانة العلمية في الترجمة والنقل والإحالة بسبب تمويلهم من جهات متشبعة بالعروبة والتعريب. حيث يقومون بتدليس التاريخ وتقزيم وإخفاء إنجازات الأمازيغ لتسهيل عملية السرقة والإستيلاء على تاريخ ليس لهم. إليكم بعض الأمثلة:

تزوير كتب التاريخ بإقصاء الأمازيغ وتعريب إنجازاتهم

ولعل أكثر شق من الحضارة الأمازيغية سرقة وتعريبا هو الحضارة الأمازيغية وتاريخ الأمازيغ بالأندلس والتي سنخصص لها مقالا خاصا يفضح أكبر خرافة التعريبيين بدلائل تاريخية وطوبونيمية وبحجج علمية وبدراسات جينية.

تفاعلا مع الحملة الممنهجة التي تستهدف التراث المغربي، أكد مدير التراث بقطاع الثقافة، السيد خيارة، على أن المغرب قد وضع ملف القفطان باليونسكو ليتم الاعتراف به سنة 2025 بعد الملحون، كما أنه تم تقييده لدى منظمة الإيسيسكو. وهذه خطوة في الطريق الصحيح في إنتظار تسجيل كل التراث الأمازيغي لحمايته من الهجمات الممنهجة من شعوب لا تاريخ لها إلا ما استحوذت عليه من حضارات أخرى.


[1] الامبراطورية الموحدية أسستها قبيلة مصمودة الأمازيغية في القرن الثاني عشر وتعتبر أول إمبراطورية استطاعت توحيد كل بلاد الأمازيغ حيث حكمت شمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) والأندلس بين 1121م و 1269م، وكان الموحدون معروفين بعزل كل من يخطب بغير الأمازيغية يوم الجمعة فلا تجوز الخطبة إلا باللسان الامازيغي. المصدر: ص. 203 فقرة نظام الحكومة النبوية

[2] الدولة المرينية تنحدر من قبيلة زناتة الأمازيغية وحكمت بلاد المغرب الأقصى بين 1244م و 1465م

[3] . الإمبراطورية المرابطية هي إمبراطورية أمازيغية حكمت بلاد المغرب الأقصى والأندلس بين 1056م و 1147م والمرابطون هم من أسس مدينة مراكش التي تعني أرض الله بالأمازيغية ومنها انحذر اسم المغرب باللغات الأجنبية: Marruecos , Morocco, Maroc…


2 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments
سوس .م .د

مع الصحوة لسكان لشمال أفريقيا ووعيهم بأهمية العودة إلى الذات وتكثيف النضال الأمازيغي على الساحة المحلية والدولية ضد التعريب الهمجي الإجرامي ، أصبح العرب وخدامهم يستخدمون الوسائل العصرية للسرقة الموصوفة والتكالب على أرض ومنجزات الأمازيغ التاريخية . يركبون على الجهل والإستلاب الذي نشروه في عقول أطفالنا خلال العقود الأخيرة التي حكموا فيها الشعوب الأمازيغية بالحديد والنار ، الخداع و التزوير. يدفعون الشمال أفريقي المستعرب الذي يتشبه بالعرب ويفكر من خلال عقلهم المعطوب إلى بناء قناعة مزيفة بأنه عربي حتى اصبح مريض الشخصية ، مغترب على أرضه و صيدا سهلا للقوميين العرب . دمر العرب بلدانهم بسبب تخلفهم وما زال الشمال… Lire la suite »

Atlas
Réponse à  سوس .م .د

bien dit!!, ces arabes volent tout ce qui est amazigh pour batir leur secteur touristique et pour ameliorer leur image devant le monde entier car ils savent que le pétrole ne va pas durer . et puis il y’a nos arabisés qui leur facilitent la tache comme de bons petits esclaves