عصيد يدعو الأمازيغ في كل شمال إفريقيا إلى مد الجسور


قال الناشط الأمازيغي أحمد عصيد إن “بالمغرب أمازيغية معترفا بها نصا في الدستور ولها قانون تنظيمي وميزانية الدولة وكل المرتكزات، ولكن لا شيء يسير في الاتجاه السليم، ولا يوجد عمليا أي تفعيل حقيقي للطابع الرسمي للأمازيغية؛ أي هناك اعتراف مع وقف التنفيذ. وإذا استمرت هذه الوضعية، فإن إيمازيغن سيكونون متيقنين من انعدام الإرادة السياسية للدولة في أي تفعيل للأمازيغية، وهنا ممكن الرجوع إلى الوضع السابق المتسم بالمواجهة مع الدولة”.

وأضاف أنه “ليس من الحكمة أن تعيدنا الدولة المغربية التي وصلت إلى هذا المستوى من الاعتراف إلى الوضع السابق؛ سيكون ذلك من الغباء الكبير للمسؤولين. ولهذا، نعتبر أن إخلاف المواعيد مع التاريخ في كل مرة وتضييع الوقت وهدر الزمن يجعل الناس يفقدون الثقة في المؤسسات، وهذا نفس ما يحدث في الجزائر، إذ هناك اعتراف رسمي وهناك مؤسسة ترعى أكاديميا شؤون اللغة الأمازيغية، لكن ليس هناك تفعيل على مستوى التعليم ولا الإعلام”.

وتابع عصيد الذي كان يتحدث أمس الجمعة في الندوة الدولية الـ17 للجامعة الصيفية بأكادير، بأن “راهن الأمازيغية فيه عقبة كبيرة من الناحية السياسية، هي أن الأنظمة بشعوب تمازغا لا تنهج سياسات التقارب؛ فمثلا طريقة إغلاق جارتنا الشرقية للحدود وخلقها حالة استنفار عسكرية غير مبررة كادت تهدد السلم في المنطقة، لا يمكن تفسيرها إلا بمحاولة إلهاء القوى الداخلية عن مشكل خارجي وهمي غير موجود، وهذا التصعيد يعرقل التقارب بين النخب المغربية والجزائرية”.

وعن الرهانات المستقبلية التي تنتظر الأمازيغية ونخبها، قال عصيد إن أولها هو “تخطي الحدود السياسية للأنظمة التي لا تقدر على حل المشكل، فلما يعجز السياسيون عن الحل، يجب على النخب التي تمثل ضمير المجتمعات أن تنهض بهذه المهمة وتتحدى هذه الحدود لكي تمد الجسور، لأن الأمازيغية تمثل الشخصية القاعدية لمجتمعات شمال إفريقيا، والخطاب الثقافي له مهمة إصلاح ما تفسده السياسة، ونحن مع الأسف تقاعسنا كنخب، ودورنا ضعيف، ويجب تحمل هذه المسؤولية التاريخية من أجل تقوية هذا الدور في اتجاه ليبيا وتونس والجزائر وجزر الكناريا والساحل”.

ومن التوصيات التي يرى عصيد ضرورة أن تخرج بها الجامعة الصيفية في هذا اللقاء، “تشكيل لجنة موسعة مشتركة لعلماء مختصين في الأمازيغية تاريخيا ولسنيا من أجل بناء معجم اللغة الأمازيغية الكبير لشمال إفريقيا، الذي سيصبح مرجعا لكل أمازيغ شمال إفريقيا. أما الجانب الآخر، فهو أن ينكب فريق الأركيولوجيا والبحث التاريخي على الكتابات القديمة وعلى الوثائق التاريخية من أجل التعريف بمضامينها للعالم، وبعض الإبداعات الغنائية والمسرحية وتكثيف اللقاءات بشأنها لتجسيد أكثر للتقارب والتفاعل”.

رشيد بيجيكن


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments