دعوة الأكباش عند السيد الفايد
في هذا المقال سنوضح لماذا السيد الفايد يدعو بإلحاح مرضى السكرى والكوليستيرول للتضحية بالخرفان وتناول لحومها وشحومها بدلا من الماعز وهي الاقل ضررا ؟ وقد بلغ إلحاحه الشديد مبلغ العبث عندما دعا الأطباء الى الالتزام بحدود مستشفياتهم وألا يتجاوزوها، ليتركوا الساحة للدعاة والمشعوذين يتلاعبون بأرواح العباد.
دعوة الفايد هذه لا علاقة لها بالطب و لا بالعلم، بل لها علاقة بالايديولوجية التي تشربها السيد الفايد حتى شربته، ولم يستطع التخلص من أردانها ، فأخطر العمى هو العمى الايديولوجي لأنه يعلم صاحبه ويهلك الناس.
وراء دعوة السيد الفايد ايديولوجية تتبناها الجماعات الإسلامية الراديكالية أو المتطرفة التي تقرأ النصوص كما هي دون مراعاة لظروف النزول ولا القصد منها، ولا اختلاف المفسرين والمؤولين.. فما يهم هو النص. فعلى ماذا استند السيد الفايد في دعوة الاكباش؟
أولا استند السيد الفايد على السنة و أخذها كما هي دون مراعاة للعصر الذي يعيش فيه، ولم يراع ثقافات المجتمعات ولا اختلافاتها، ولم يراع الأوضاع الاجتماعية ولا تطور العلم والطب… فما يهم السيد الفايد هو التطبيق الحرفي للسنة كما تفعل الجماعات المتطرفة ومن بينها داعش، التي مازالت تمارس تجارة الجواري باعتبارها ممارسة شرعية يجب الإبقاء عليها… فالسيد الفايد لاتهمه حياة الناس ولا تهمه الايات التي تدعو الى الحفاظ على الحياة ” ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة”، البقرة الآية 195, ” مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” المائدة 32 فالسيد الفايد هنا، مثل الدواعش، لا تهمه ارواح الناس بقدر ما يهمهتطبيق السنة كسنة بدون تأويل ولا مراعاة للظروف ولا لأحوال الناس ولا لتغير الزمن، ولا الاختلاف المجتمعات في عاداتهم وثقافاتهم…
ثانيا: استند السيد الفايد في دعوته الايديولوجية هذه على الآية: ” وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ”. الانعام، (146).
فكثيرا من الدعاة المتطرفين والمؤدلجين ، يعتقدون أنهم يدافعون عن الإسلام في حين أنهم يسيئون اليه. فدعوة الناس الى أكل شحوم الاكباش، من وجهة نظرهم ، هي تصد لبعض الدعوات الغربية اليهودية التي تدعو إلى التقليل من أكل الشحوم. هذه الآية يؤولها هؤلاء الدعاة بما يتناسب ايديولوجيتهم، بمعنى ان الشحوم محرمة على اليهود وليس على المسلمين، و بالتالي فعلى المسلمين أكلها لئلا يتشبهوا باليهود.
فالدعوة الى تقليل الشحوم بالنسبة لبعض المرضى ينصح بها الاطباء بمختلف دياناتهم ومللهم استنادا على العلم والطب ولا علاقة ذلك بأية ايديولوجية ولا بأي دين.
إذا، دعوة السيد الفايد مرضى السكري الى التضحية بالاكباش وأكل لحوم وشحومها هي دعوة ترتكز على ايديولوجية دينية مسيسة وليس على الدين، فالدين يهدف إلى مصلحة الانسان بينما الايديولوجية الدينية تهمها مصلحة الجماعة السياسية في تسييسها للدين للوصول الى الحكم.
السيد الفايد : دع العلم في مجاله ودع عنك ادلجة الدين، فهذه الأدلجة أهلكت العباد ودمرت البلدان وأسالت الدماء.
خذ الاسلام كما أخذه اجدادك الامازيغ، اسلام يخدم مصلحة الانسان وليس اسلاما يخدم الايديولوجيا السياسية.
باحث وناقد و روائي أمازيغي ومن أكبر المساهمين في دينامية الكتابة الأدبية الأمازيغية. أصدر أول عمل أدبي سنة 1994 بعنوان «موزيا»، وهو مجموعة من الحكايات المشهورة في منطقته بالجنوب الشرقي. وأصدر بعدها أربعة مجاميع قصصية ورواية، كما ترجم قصة «المعطف» للكاتب الروسي نيكولاي غوغول إلى الأمازيغية.