اسرائيل عضوة في الاتحاد الأفريقي فهل حان دور الجزائر لإختيار سياسة الكرسي الفارغ؟


اعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه تم قبول اسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي. وفي غياب اي علاقة ترابية مباشرة بين اسرائيل وإفريقيا تبرر هذه العضوية، فان العامل البشري الإسرائيلي يبقى هو المبرر الأقوى لذلك، خاصة إذا علمنا ان ملايين من الإسرائيليين من أصول أفريقية خاصة منهم المغاربة والاثيوبيين.

وبغض النظر عن رابطة الأرض، أو المواطنين، او باقي الأسباب المبررة لهذه العضوية، فإن العديد من الاسئلة تطرح بهذا الخصوص من قبيل:

  • كيف سيكون موقف عصابة النظام العسكري الجزائري، من هذه العضوية، خاصة ان الجزائر تعتبر جلوس المغرب الى جانب البوليزاريو في الاتحاد الأفريقي، اعترافا منه بالبوليزاريو، فهل هذا معناه ان بقاء الجزائر في الاتحاد الأفريقي والجلوس فيه إلى جانب اسرائيل، كما تفعل معها في الأمم المتحدة، اعتراف جزائري باسرائيل، أم ان الجزائر ستكون مضطرة لإعلان إنسحابها من الاتحاد الأفريقي واختيار سياسة الكرسي الفارغ (الزمان دوار)، انسجاما مع ما تعتبره مواقفها وثوابتها الثابتة وعلى رأسها شعارها “انصر فلسطين ظامة أو مظلومة” و”قضية فلسطين قضية وطنية جزائرية مقدسة”، و”التطبيع مع إسرائيل خط أحمر وخيانة” ؟
  • كيف سيكون موقف الرئيس التونسي العروبي الفلسطيني حتى النخاع، الذي أعلن بان مجرد الجلوس مع إسرائيل يعتبر خيانة!
  • هل حان الوقت لتعبيد الطريق لدولة القبايل الامازيغية كعضوة في الاتحاد الأفريقي، جنبا إلى جنب مع الجزائر؟
  • ما علاقة عضوية اسرائيل في الاتحاد الافريقي، بالبروباكاندا الجزائرية، بمعية كل من الجناح الفرنسي المتشبث باللاموقف من الصحراء المغربية ومن إسبانيا ومن ألمانيا، حول تهمة تورط المغرب في التجسس على رؤساء وملوك دول وحكومات ومسؤولي الدول؟
  • ما علاقة مصير الوحدة الترابية للجزائر (تفكيك المركب الفرنسي) بين المغرب و الطوارق وليبيا وتونس والمزاب والقبايل، بهذا الانضمام المفاجئ، في ظل الإحتقان الداخلي الذي تعرفه الجزائر سياسيا اقتصاديا اجتماعيا وبيئيا، وكذا بؤر التوتر بينها وبين المغرب وموريتانيا ومالي والنيجر وليبيا وتونس؟

الظاهر منطقيا ان تاريخ الكرسي الفارغ المغربي في الاتحاد الأفريقي، سيعيد نفسه من جديد مع الجزائر وتونس. غير أن الأنظمة العسكرية التسلطية ونظام دولة رئيس ترشح لا منتميا وبلا اغلبية برلمانية، عمليا، تنتصر في النهاية للتكيف، وفقا لاستراتيجية البراغماتية لإستدامة التسلط والتحكم.


0 Commentaires
Inline Feedbacks
View all comments